• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخانات في الحلة تراث قديم اندثر مع مرور الزمن .
                          • الكاتب : يوسف محمد .

الخانات في الحلة تراث قديم اندثر مع مرور الزمن

 كل مدينة في العالم تهتم بتراثها لمعرفة تأريخها والحفاظ على هويتها التراثية، وفي مدينة الحلة الفيحاء ومنذ تأسيسها من قبل الأمير صدقة الأسدي عام (495هـ) والى الآن، يوجد كثير من الأماكن التراثية القديمة التي خلفها أجدادُنا القدماء من أبناء الحلة، منها الدور السكنية والمساجد والجوامع والمدارس العلمية والمحلات والخانات.. وموضوعنا هو تراث الخانات التي كانت في السابق عبارة عن دور استراحة ومبيت، ومكان لخزن البضائع من قبل التجار في داخل المحافظة أو من المسافرين، وكذلك يوجد مكان مخصص لايواء حيوانات المسافرين مع توفر الماء والأكل لهؤلاء المسافرين، والاستفادة منهم.
 ودائماً تكون الخانات مكانها في مداخل مدينة الحلة لاستقبال الزائر أو المسافر الذي يمر بمدينة الحلة للاستراحة وراحة دوابه.. ومما له علاقة بالأسواق والتجار هو توفر أمكنة أو خانات أو تسمى (سِيف) تساعد التجار على خزن بضائعهم وحفظها، وكذلك الإقامة فيها لمدة من الزمن.
 إن كلمة (الخان) أعجمية، ومعناها المخازن التي يستعملها التجار لأغراض شتى، والخان مقسم الى عدة غرف وذي طابقين، يكون الطابق الأرضي لخزن البضائع والادارة ومطعم، والطابق العلوي لمبيت المسافرين، وتوجد ساحة كبيرة لايواء الحيوانات.. ومن أشهر الخانات الحلية التراثية الشاخصة التي من بينها خان الباشا لصاحبه جواد الحمد، وخان الحاج فاضل (أصبح الآن قيصرية وأسواق مقابل الروّافين)، وخان مظهر حبيب الريحاني (الذي أصبح فيما بعد عمارة الأوقاف في شارع المكتبات)، وخان حلبوص مقابل علوة المخضّر في باب المشهد، وخان الحشّاشة في محلة جبران، وخان مقابل الغيبة، وخان مرجان التابع لأسرة آل مرجان، وخان بيعي، وخان الماشطة، وخان الجامعين التابع للسادة القزاونة، وخان في محلة المهدية، إضافة الى خانات أخرى اندثرت بمرور الزمن، وبُنيت فوقها الدور السكنية أو المحال، وقسم منها تحوّل الى معامل نجارة أو مخازن للمواد الغذائية والبلاستيكية وغيرها..
 لكن تبقى الصورة الحية في ذاكرة الأجيال أسماء الخانات القديمة التي تسمى في وقتها باللغة العثمانية (مسافر خانة) أي هي فندق لمبيت المسافرين والتجار واستراحة دوابهم في نفس الوقت والذي يقوم بخدمتهم عمال وخدمة هذه الخانات مقابل مبلغ بسيط من المسافرين، وتعتبر نوعاً من الضيافة والسياحة في نفس الوقت.
هذه الخانات تعطي دليلاً للسائح القادم الى هذه المدينة أو غيرها، بحيث يجد الضيافة العربية والتراث المعماري والآثار الانسانية التي تحيطه بجناح الرعاية والخدمة، لذا فالخانات تعد من النسيج الحضري مع البيوت والأسواق والمدارس والصناعات الشعبية.. وهذا التراث نريده أن يبقى حياً متوهّجاً شاهداً على عمق حضارتنا للأجيال الحالية والقادمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158142
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12