• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطب البيطري وصحة المجتمع .
                          • الكاتب : د . منهال جاسم السريح .

الطب البيطري وصحة المجتمع

  يوماً بعد يوم تزداد أهمية متابعة ومراقبة جغرافية الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، ومساراتها، ومناطق انتشارها، وبؤر تواجدها... وتتمثل هذه الأهمية بما ينجم عنها من أضرار صحية مختلفة، إذ أن ما تؤول إليه هذه الأمراض، إما الموت، أو العجز، أو العاهات المزمنة، وكلها تؤدي إلى هدر الطاقات البشرية، وتعطل أناساً كثيرين عن العمل أو الانتاج، إضافة إلى الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي تنجم عن إصابة الحيوانات بهذه الأمراض، وما يخصص لها من مبالغ كبيرة لمعالجتها، وبرامج تلقيحاتها المختلفة.
لقد أفرزت الحرب وما تلاها من تداعيات زيادة الأهمية بهذه الأمراض؛ نتيجة للأوضاع الصحية البالغة الخطورة التي خلفتها، وما رافقها من زيادة في الاصابات المختلفة في الحيوانات، وانتقال أمراض متعددة وبوتائر عالية إلى الإنسان، مثل: مرض حمى مالطا، ومرض السل، وحالات الرعب التي سببتها الإصابات بمرض الحمى النزفية، والقلق من احتمال الإصابات بمرض جنون البقر، وحمى الوادي المتصدع، إضافة إلى أمراض داء الكلب، والذبابة الحلزونية، وداء الأكياس العددية، ومرض الرشاشيات والمبيضات والجرب وأمراض كثيرة متعددة أخرى... ناهيك عن المخاوف المستمرة من انتشار مرضي انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير، وظهور العديد من الاصابات في مناطق مختلفة من محافظات العراق.
وفي عالم اليوم، تجابه المجتمعات البشرية مشاكل كبيرة من جراء انتشار الأمراض المشتركة، نتيجة للتطور الكبير الحاصل في مجال الهندسة الوراثية، وتلوث البيئة بالمواد المشعة، والمخلفات الصناعية التي تحدث الطفرات الوراثية من بعض المسببات المرضية، وظهور صفات وراثية جديدة، والتي تصبح بموجبها أكثر خطورة على الإنسان، إضافة إلى حصول تغيرات جينية في مادة ( (DNAالتي تحملها هذه المسببات، مؤدية إلى ظهور أنواع مرضية وبصفات جديدة تختلف عن المسببات الأصلية بصفاتها ومرضيتها.
وتصبح مسألة السيطرة على الأمراض المشتركة ومعالجتها أكثر خطورة وتعقيداً، نتيجة للأهداف السياسية التي تنتهجها الدول المتقدمة في المضمار العلمي، والتعمد في إحداث الطفرات والتحوير في صفات وتراكيب المسببات المرضية، مستخدمة هذا الأسلوب في الحرب الجرثومية.
 ومن هنا، يكتسب هذا الموضوع أهميته (الأمنية والصحية والاقتصادية)، إذ أن أخطر التجارب في علم الوراثة التي تهدد الجنس البشري بشكل خاص، يجريها البنتاغون في المبنى (550) المتخصص... ومن هذا المنطلق، أمكن لنا أن نؤشر بأن هذا العدد الكبير من الأمراض لو تصدى له طب بيطري متمكن ومقتدر بكل الامكانات العلمية المختصة، لأمكن تفويت الفرصة على العدوانية الكبيرة التي تميز هذه الأمراض، وبالتالي استهدافها صحة الإنسان صانع الخيرات في المجتمع.
وهذا يعني أن الطب البيطري وفي حال كهذه، عليه أن يأخذ مهمة عرقلة ما يزيد عن مائتي مرض مشترك باتجاه الإنسان، بإحباطها والإجهاز عليها في الحيوان، والإسهام بشكل فعّال بهذا الدور في حماية الصحة العامة، ومن ثم حماية المجتمع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158076
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14