• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اخفاء قبر الزهراء عليها السلام هو السبب الذي جعلني اتبعُ مذهبَ أهل البيت عليهم السلام .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

اخفاء قبر الزهراء عليها السلام هو السبب الذي جعلني اتبعُ مذهبَ أهل البيت عليهم السلام


أجرى اللقاء: أحمدصادق
 كثيرة هي الأسباب التي تدفع الإنسان للتساؤل عن أمور ظاهرها التناقض وباطنها سرّ كبير. وقد تبرر بعض المذاهب الاسلامية بعض الأمور المتناقضة بتفسيرات لا يتقبلها العاقل، فيضرب بهذه التفسيرات - في لحظة تأمل - عرض الجدار، ليبدأ بمعركة بين عقله وبين ما تبناه من مفاهيم وعقائد ليس عليها دليل، وينتصر العقل دائماً؛ لأنه لا يقتنع إلا بالدليل.. هكذا بدأت رحلة الشك عند المستبصر (يلماز محمد علي) الذي كان له هذا الحديث مع صدى الروضتين:
 أنا عراقي الجنسية من مدينة كركوك ومقيم في كندا من العام 1998 وكنت سابقاً على المذهب الشافعي. وقبل تحولي الى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) كانت في ذهني أسئلة كثيرة محيرة منها: انه لا أحد يعرف اين قبر فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فهل من المعقول اننا نحب رسول الله (ص) ولا نعرف قبر ابنته الوحيدة والتي هي سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها).. ؟! علماً أن غيرها من أصحاب النبي (ص) والذين هم أبعد عن رسول الله (ص)، وليسوا من دمه ولحمه، وليس لهم تلك المنزلة التي للصديقة الزهراء (عليها السلام) وليس لهم خصائصها ومقامها عند الله تعالى، تجد واحداً عن يمين قبره وآخرَ عن يساره..! وكان الأولى أن تُدفن ابنة النبي الوحيدة الى جواره؟ فهذا السؤال حيرني كثيراً، فقلت في نفسي: لابد ان وراء ذلك سرّاً..؟ بعد ذلك تعرفت في (كندا) على احد مشايخ الشيعة، وهو الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني، فبدأت أسأله عن الأسئلة التي لا أجد عند مذهب الشافعية لها جواباً، فبدأ يعطيني أجوبة عن أسئلتي، ويستدل عليها بأدلة قوية، وأرشدني لقراءة بعض الكتب التي أعطاني هو قسماً منها، وبقيت على اتصال به لمدة شهرين, وبدأت الصورة تتضح امامي، ووجدت عند هذا الشيخ جميع ما كان يراودني من تساؤلات محيرة، والحمد لله استبصرت على يديه. وكان موضوع اخفاء قبر الزهراء (عليها السلام) هو الباب الذي فُتح امامي ليكون سبباً لاهتدائي الى مذهب الشيعة، وهذا الشيخ له منزلة في الأوساط العلمية في كندا، وله هيبة، وقد سمعت منه كلاماً لم أسمعْه في حياتي قط، علماً إني في السابق كنت ملتزماً بأحكام الدين، وكنت كثيراً ما احضر لصلاة الجماعة وصلاة الجمعة، ولكني حين سمعت كلام الشيخ الخاقاني، وجدت هناك فارقاً كبيراً بين ما كنت أسمعه في السابق وما أسمعه اليوم، فأبناء السنة يعتنون بالشكليات والمظاهر اكثر مما يعتنون بالمضامين والجواهر، وكانوا يركزون على شكليات الخطابة من امساك العصا، ورفع الصوت وخفضه، والتلاعب بطريقة إلقاء الخطبة. أما طريقة اتباع مذهب اهل البيت (ع)، فتهتم بمخاطبة العقل وكما يُقال: (نحن اصحاب الدليل اين ما مال نميل) وتحس في خطابهم انه قريب من النفس لا تأباه الفطرة، ولا يتعارض مع الوجدان، فهم يهتمون بالمضمون المدعم بالدليل على عكس غيرهم الذين يسوقون افتراضات لا اساس لها، ولم يقم عليها الدليل، واعني بهم المتشددين من المسلمين الذي ليس لهم هدف إلا تخطئة غيرهم، والدعوة الى اتباع منهجهم؛ فأتباع مذهب اهل البيت (ع) عموماً يتّسمون بالعقلانية وسوق الدليل وعدم التعصب، كما علمهم امامهم جعفر الصادق عليه السلام. ولما حضرنا الى كربلاء، وجدنا أجواءاً لم نجدها في أي مكان آخر، فهنا قد دُفن سبط النبي الكريم (ص)، ولا شك ان اهالي هذه المدينة يتمتعون بمزايا تختلف عن غيرهم في باقي المدن، فقد وجدنا استقبال اهالي كربلاء وكرمهم وتعاملهم الطيب، ومهما ذكرت فلا أستطيع أن أصف مشاعري وانا في هذا المكان المقدس، واللسان يعجز عن وصف هذه النعمة التي نحن فيها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158001
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13