• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيدة زينب (ع) الشاهد على التأريخ .
                          • الكاتب : منتظر العلي .

السيدة زينب (ع) الشاهد على التأريخ

  عاشت القديسة المطهرة بنت الرسالة مع آل محمد(ص) (أمها الزهراء وجدها المصطفى – صلوات ربي عليهما -) ست سنوات تقريباً، وكانت محاطة بهالة من الحب والحنان، ومملوءة بالسرور في هذه الأجواء النورانية، ثم الانعطافة التأريخية على محن الرسالة والوقوف ضد التوحيد وشعاع الإيمان من مشركي قريش وفي مقدمتهم أبو سفيان، والحكم بن العاص، وأبو جهل، وأبو لهب واليهود الذين يغذون الحقد ضد الحبيب المصطفى (ص) حتى قال: (ما أُوذي نبي قط كما أُوذيت)..!
 فالآلام أحاطت صباها لتشكل الهوية الشخصية الزينبية المدهشة في الصبر؛ الحلم؛ الأناة؛ والمقدرة على التفاعل مع الأحداث بروح ملؤها الإيمان الإلهي بحسن العاقبة، ثم رحيل جدها رسول الانسانية ورحيل أمها المفاجئ والتي فارقت الحياة بزهرة شبابها وأول اللاحقين بالمصطفى والمحرومة من حقوقها بفدك، ثم السقيفة وتغير مسرى الرسالة بشهادة أمير المؤمنين بمسجد الكوفة بمؤامرة وأد الاسلام وإكمال حلقات تفريغه من محتواه، ثم تصفية الامامة ممثلة بالحسن المجتبى(ع) ودس السم من معاوية عن طريق زوجته (جعدة بنت الأشعث) ومواصلة المسيرة الارتدادية بحلقاتها من خلال تسلط بني أمية واتباع نظام التوريث الذي انحرف بالاسلام، وضرب صميم القرآن، وحاول محق الدعوة المحمدية؛ فالقرآن الذي يصدح آناء الليل وأطراف النهار، (وأمرهم شورى بينهم) تجاوز معاوية ذلك بتوريثه الفاسق يزيد، فالتحدي لقهر الصعاب التي عانى منها جدها ووالدها وأمها وأخوها الحسن ثم الحسين – سلام الله عليهم أجمعين - لم تزعزع صلابتها، وقوة شوكتها، أو تفت عضد مجامع جنانها؛..
المحامية.. الكفيلة.. الثكلى بآل محمد وساداتهم وذراريهم وحتى رضعانهم، قدمت للتأريخ البشري أروع وأسمى وأكمل وأنمى المواقف المبدئية والجهادية بخوض النزال رغم قلة الناصر والعدة والعدد لإثبات أن للحق طلاباً ولنصرة القرآن أوفياء ولحمل الرسالة أتقياء أنقياء.. وهي ترى آل المصطفى صُرعاً مقطعي الرؤوس كالأضاحي !! وهي صابرة محتسبة تشكو إلى الله تعالى ظلامة التاريخ وقسوة بني أمية ووحشيتهم ضد آل البيت وشيعتهم، فذئاب يزيد، وعمر بن سعد، وشمر بن الجوشن، وشبث بن ربعي، وحرملة، وسنان، وهم يرفعون الرؤوس على الرماح ويطوفون فيها من بلد إلى بلد، والسياط على ظهور أحفاد النبي وهم يُساقون كأسرى!!.. هؤلاء الأوغاد وعفن التأريخ ليس لهم أي وازع ديني.. وأخلاقي.. وإنساني.. ومشكلة هؤلاء يتناسلون إلى يومنا هذا بقتل وتكفير أتباع أهل البيت(ع) فلم يتوانوا عن أي قبيح ومنكر منذ سقوط هبلهم وصنمهم وبعثهم الضال المضل..
 وعود على بدء، فالكمالات النفسية والعقلية والروحية التي شكلت هذه الشخصية لم تزلزلها تلك الأعمال الوحشية بإبادة آل البيت في كربلاء وواصلت إعلامياً فضح كل الدسائس، والفتن، والمحن لتنصر الثورة الحسينية، وليخلدها التاريخ بأحرف من نور.. إن رباطة الجأش التي تحلت به العقيلة تؤكد الصمود الاسطوري لحرائر بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل، فالسؤال كيف لإمرأة منكسره فاقدة للأحبة أن تواصل خطاباتها البلاغية بصورة مشرفة لترسل رسائل عدة منها عمر البغي قصير.. وجولة الباطل ساعة.. وجولة الحق الى قيام الساعة.. كما وصفها سيد البلاغة.. وإن ذكر آل محمد لن يمحوه الزمن مهما سعى الأعداء..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157673
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13