برز الشيخ النحوي بين أقرانه في ميادين كثيرة في الفقه والأصول وقواعد وعروض اللغة، كان بها فحلاً لا يُجارى، وهو البسيط المتواضع خلقاً ومعاملة مع الآخرين، فلاحين وكسبة أو شعراء وخطباء أو أرباب مقالة وقلم بليغ.. هكذا كان الشيخ محمد رضا النحوي الذي ارتوى من ينابيع عذب فرات الحلة قلعة العرفان والإيمان والأمان.. ومعروف أن كل من استوى عوده، وأينعت قريحته، يتجه الى العروة الوثقى النجف الأشرف منية الظمآن لكمال العرفان.
 ويذكر أنه كان من رواد (معركة الخميس) النجفية في أدب المساجلات الشعرية والخطابية والنحوية، مع كوكبة لامعة من الأقران النبهاء، ومنهم الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والسيد صادق الفحام، والسيد بحر العلوم، والسيد محمد زيني وغيرهم من الأجلاء الكرام الذين استلهموا من فيض بحر الغري الشلال الدافق عرفانا ومروءة ونقاوة..
 درس شيخنا النحوي الفقه والأصول على يد السيد محمد مهدي الطباطبائي، والشيخ جعفر الكبير، فوجداه قد أكمل تمام المعرفة في بلدته الحلة الفيحاء، وجمع هذه النخبة العالية المكان، صنعة الأدب من شعر وخطابة ومحاورة وقريض.. وهكذا الغري يستلهم كمال العرفان من قدسية المكان الذي احتوى أقدس مرقد وجثمان إمام الإنس والجان علي بن أبي طالب عليه ألف تحية وسلام.