في مدينة الحلة الكثير من الآثار البابلية المنتشرة والمترامية الأطراف في كلّ اتجاهات الحلة، ومنها أثر لايزال شاخصاً لحدّ الآن، ويُسمى (آثار بورسيبا)، والمتعارف عليه محلياً (برس أو نمرود)، ذو قاعدة طويلة وعريضة ومرتفعة، الواقف في أعلاها يشاهد أطراف مدينة الحلة، ومدينة الكفل، والطريق الرابط بين الحلة والنجف الأشرف.
 وفي هذا المكان (برس) أعدّ النمرود ناراً عظيمة لإحراق إبراهيم الخليل (ع)، وجعلها الله تعالى برداً وسلاماً على إبراهيم (ع)، وفي امتداد ذلك منطقة تُسمى (إيثان حركة)، مرتبطة بهذه القصة، وذلك حسب المتناقل من الروايات.. ومن ذلك كان نسب شيخنا الجليل (رجب البرسي) والشيخ (عبد الله بن الحسن البرسي) الذي تولى ديوان (بادريا) أيام الخليفة المعتضد، حسب ما جاء في مجلد معجم البلدان.
كان الشيخ الحافظ رضي الدين رجب البرسي الحلي من الأدباء المعروفين، أبدع في العلوم الخطابية والعقلية والفقهية، كذلك له إلمام ومعرفة بعلم أسرار الحروف والأعداد، كتب عنه صاحب كتاب رياض العلماء: إنه صوفي المزاج، محدث بارع، له مؤلفات عديدة منها (مشارق الأنوار). كذلك ذكره صاحب كتاب (أمل الآمل): إنه كان مُحدِّثاً جزلاً وأديباً وشاعراً، له مؤلف أسماه (مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين).
 وقد نقل (الكفعمي) عنه قوله: له باع طويل في ذكر علي المرتضى أمير المؤمنين (ع) في المدح والزيارة والدعاء غاية في الحسن والإبداع والفصاحة.
ومن شعره في مدح أمير المؤمنين علي (ع):
إنَّ حبي لعلي المرتضى عين الكمال
وهو زادي في معادي ومعاذي في مآلي
وبه اكملت ديني وبه ختم مقالي