يستنطقني المكان في بعض اللحظات عن مفردات طالما تراءت للعين أغلب أيام عمرنا المريح في هذه المدينة البطلة، ونحن نطلّ على شوارعها في كل يوم، ليستوقفني في يوم من الأيام أحد شوارعها متسائلاً عن سياجه الأخضر الجميل الذي قد شدّ الرحال، تاركاً وراءه مجموعة من الآثار، بعد أن وجد أن ليس هناك أي طريقة للوصول إلى التوافقية المطلوبة بينه وبين الرصيف الذي غادرته مقرنصاته؛ بسبب (حلحلة) هذه الأزمة، مبتعداً إلى شارع آخر.
 فقد ارتأت بعض الخبرات العملاقة أن جماليته تتوافق مع منطقة أخرى، وعدم جدواه في (منصبه) السابق..! هذا ما حدا لتسجيله ضمن سلسلة برامج (أصعب تصليحات العالم)؛ كونه بات يشكلُ نقلة نوعية في هذه المشاريع.
 ومن جانب آخر، فقد شهدت باقي الشوارع قفزة نوعية على مستوى العملية التعبوية ضد (رصف الأرصفة) بشكل عام؛ لعدم حصولها على مطالبها العادلة بالمساواة، والإفراج عن القرميد (المحتجز) في المخازن، بعد أن اختيرت المدينة ضمن أنظف مدن العالم لعام 2012م؛ لما تحمله من آثار التشجير والزينة والترتيب على المستوى العالمي، وبعد أن أثبتت بالدليل القاطع مجارينا العزيزة فعاليتها الكاملة ونجاحها على مستوى التخلص من كافة أنواع النفايات السائلة الثقيلة والخفيفة منها... لذا بات لزوماً على المواطنين الأعزاء إيجاد حلول أخرى من أجل إصلاح أنفسهم، بعدما تبيّن أن المشكلة الحقيقية وراء تردي الخدمات المقدمة هي المواطن نفسه، وهذا ما أفرزته أحدث الدراسات العلمية لمشاريعنا العزيزة، كما خلصت الدراسة إلى أهمية (تهجير) المواطنين إلى دول أُخَر من أجل إنجاح أي مشروع مستقبلي يضمن مستقبل أبنائنا المبهم..؟!