دواعي هجرة الامام الحسين (ع):
إن من أهم دواعي الهجرة من قبل الإمام الحسين بن علي (ع) قد يكون هو إعداد الأنصار له، والمكان المناسب للانطلاق لتحرير المسلمين من الظلم والاستعباد، وإنكار المنكر الذي أوشك أن يذهب أدراج الرياح، وهكذا فأن الإمام الحسين (ع) لما كان بالمدينة لا يمكن أن يبث دعواه لئلا يكون من الخارجين على نظام الملك، فكان هنالك الأعوان والأنصار في العراق يدافعون عنه بعدما تكفلوا له بكافة أنواع الإعانة والدفاع عنه، وبذل الأنفس والأموال وكل ما تجود به انفسهم.
نتيجة الهجرة:
إن أهمَّ ما يمكن أن يميز الهجرة النبوية هي أنه شكل قاعدة أساسية لانطلاق رسالة الإسلام، ونشر تلك التعاليم، وكفّ الأذى عنه وعن المسلمين. كما أن دار الهجرة كانت له دليل على أنه لا يمكن لدعوته أن تنهض مادام هنالك مقارعة واضطهاد، بل ويقلل من أهميتها وتكون ضعيفة ولا يكتب لها النجاح في كثير من الأحيان؛ فلذا كان للهجرة النبوية أثر في نشر دعوته، رغم كونها بلاد غربة وفقدان الاحبة.
نتيجة الهجرة الحسينية:
انطلاق دعوة الإمام الحسين بن علي (ع) إلى الاصلاح بعد فساد قد دبّ في مفاصل الدولة الإسلامية، وبات أن يكون أقرب الى الزوال منه الى البقاء. كما أن إبراز تصحيح الأخطاء جعلت من الإمام الحسين (ع) أن يكون المحامي الوحيد عن دينه، كما كان جدّه العظيم (ص) قد حامى عن دين السماء.
عبرة من الهجرة:
1-  ينبغي أن يتخذ المسلمون من الهجرة النبوية والحسينية يوماً مشهوداً لنشر تعاليم الفضيلة والمودة والإخاء ونبذ العنف والبغضاء.
2-  ليس الغاية من الهجرة هي مجرد الانتقال من الوطن الى أرض الغربة فقط. وإنما ينبغي أن يتلاءم المرء في كل مكان مع المجتمع الذي يعيش فيه وفي كل زمان.
3-  استذكار ذلك اليوم أو الأيام هي بداية لعهد جديد ينبغي أن تنبني عليه الأفكار والرؤى؛ كي نبني مجتمعاً صالحاً قادراً على تحمل المحن والمصاعب التي تواجه الإسلام.
4-  إبراز أهمية الهجرة وصاحب الهجرة ولا ينبغي التغافل عنها؛ لأنها مدعاة الى الإجحاف بحقه، والتواصي بذلك جيلاً بعد جيل.
5-  نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع وعدم الاعتماد على لغة العنف والقتل.
6-  الإيمان بالقضية الإسلامية وروح التسامح تجعل من هذا المبدأ وسيلة لدخول كثير من بني البشر الى الإسلام واغتنام تلك الفرصة.