تعريف بسيط للروح التي أعطانا اللهُ إياها، لكي نفهم ما هي الروح، وما هي مكانتها في الإنسان، وكل كائن حي خلقه الله تعالى.. الروح وحسب ما ورد، وبعد الاطلاعات على الكتب والبحوث, هي العنصر المحرّك للكائنات الموجودة في الوجود, يرتبط كلّ كائن وجودي، له بداية ونهاية، بروح فردية تعطي له تماسكاً وتكاملاً لوجوده واستمراره وزواله. علينا أن نعلمَ وأن نتأكد بأن هناك صفات ثلاث للحياة لا غيرها: البداية، والاستمرار، والنهاية، سواء عند الإنسان، الجماد, والنبات، والحيوان، والملائكة وأي مخلوق خلقه الله تعالى، يمتلك هذه الخواص الثلاث.
وقد وردت في النصوص القرآنية بمعانٍ ودلالات متعددة، كما قال تعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ). وقال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ). وقال تعالى: (فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ).
كما جاءت الروح في النص التالي، وهي لا تعني أبداً ما جاء في كتب التراث أن المقصود بها ما يحل بالجسد ويجعله حيا، بل المقصود هنا هو أمر تكليف بالرسالة، والذي هو جزء من أمر الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).
الإنسان يمتلك الروح لكي يعمل بها بالشكل الصحيح، والله تعالى سوف يحاسب روح كل شخص، ويسأله: ماذا فعل في دنياه؟ اجلس واسأل نفسك: ماذا سوف تجيب الله (جل وعلا) يوم الحساب؟ هل سوف تقول له إني قضيت حياتي اليومية دون أي شيء يفيد المجتمع، أم سوف تقول: إني اخترعت وكتبت وأفدت الناس بعلمي وقلمي وفكري؟ عليك أن تقوم بعمل لكي ترى روحك وتجدها، ولا تقل إني لا أستطيع، على العكس كل شخص في هذه الدنيا يمتلك القدرة لعمل شيء ما ينفع به الناس.
|