• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفهومُ المعرفة  .
                          • الكاتب : محمد عصام .

مفهومُ المعرفة 

 إن التطورات الهائلة في تقنية المعلومات والاتصالات، وانبثاق ظاهرة العولمة، وما نتج عنها من فرص وتهديدات خلال العقود الأخيرة من الألفية الثانية, وازدياد تركيز منظمات الأعمال على بناء ميزة تنافسية لأصول رأس المال الفكري، في خضم (اقتصاد المعرفة)، كانت بمثابة المحفز ومنصة الانطلاق لثورة المعرفة وإدارتها؛ تلك الثورة التي حظيت بوافر الاهتمام من لدن المختصين والمنظرين في مجال إدارة الأعمال، وأطلقت العنان للعديد من الباحثين ليستكشفوا ويسبروا أغوار وخفايا وخصائص المعرفة وإدارتها، ودراسة انعكاساتها على العديد من الأركان الإدارية.
 ويتزامن الاهتمام في هذه المصطلحات، وانعكاساتها على التنمية في المجتمعات المختلفة، مع نشر تقريري الأمم المتحدة، المتعلقين بوضع التنمية الإنسانية في الدول العربية، لعامي 2002 و 2003 على التوالي، واللذين أشارا إلى أن تدني مستوى (المعرفة) في العالم العربي، قياساً بمستواها في الدول المتقدمة، كان وما زال أحد أهم المعوقات الرئيسة التي تحد من وتائر تحقيق  تنمية منشودة فيها. 
 والجدير بالذكر أن الاهتمام المعاصر بموضوع المعرفة، لا يعني أنها وليدة العصر الحديث، وانما هي قديمة قدم خلق البشر، قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائكَةِ فَقالَ أَنْبئُونِي بِأَسماءِ هؤلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ) سورة البقرة: الآية31 -32، وفي ذلك دلالة على اكتساب المعرفة. 
 كما أن فطرة الإنسان تشكل نوعاً من المعرفة الضمنية الموروثة، كما أكد ديننا الإسلامي على ذلك، من خلال النص القرآني الشريف، والسنة النبوية الطاهرة قال تعالى: (وقل رب زدني علما) سورة طه: الآية 114، فالمعرفة ليست موضوعاً جديداً، بقدر ما هي مصطلح جديد لمعنى قديم هو (العلم).
 كما أن الأصول غير الملموسة، كالقيم والصورة الذهنية (الحدس)، والاستعارات، ونفاذ البصيرة.. تشكل أهم الأصول التي ينبغي الاهتمام بها؛ لأنها تشكل قيمة مضافة للعمليات اليومية التي تقوم بها أي منظمة، وعلى هذا الأساس، غدت (قوة المعرفة) أعلى صور القوة (كيفاً)، منذ أن نبه إلى أن المعرفة تعادل القوة، بل هي في واقع الأمر (قوة)، ولكنها قوة لا تكسب نصراً، دون التحالف مع السلاح أو المال. 
 ومع التحولات التي طرأت على طبيعة القوة - ونؤكد بهذا الصدد، أن لكل عصر قواه الخاصة التي تميزه عن بقية العصور، وما يميز عصرنا الراهن هو أن قوته تتمثل في (المعرفة) - لم يستحوذ عنصر المعرفة في أي وقت مضى، على الأهمية والاهتمام الكبيرين، كما يستحوذ عليهما اليوم. 
 ومن أجل أن نكون منصفين بحق هذا المفهوم، ارتأى الباحث عرض المفاهيم، وفقاً للتسلسل الزمني، من أجل أن يعكس ذلك وبصورة غير مباشرة التطور التاريخي لمفهوم المعرفة؛ فقد عرفت المعرفة بأنها الحكمة والخبرة الهندسية، ويمكن أن تتضمن التسويق والآداب، وحتى الرياضة، وتعتبر عاملاً مهماً في نجاح الشركات, كما يمكنها بيعها أو استخدامها في تطوير منتج معين، أو خلق منتجات جديدة، أو تغير العملية الإنتاجية، أو أسلوب إدارة المنظمات...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157290
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13