• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المنهج العلمي في قراءة النهضة الحسينية .
                          • الكاتب : احمد صادق .

المنهج العلمي في قراءة النهضة الحسينية

  في ظل التراكم الكمي لعملية غسل الأدمغة التي واجهت مقومات النهضة الحسينية المباركة، والتي أصرّ مناوئوا الخط الحسيني على استخدامها طيلة الفترة التي تلت هذه النهضة المباركة، أصبح هناك الكثير من العقليات التي اتخذت من خط العداء لأهل البيت (عليهم السلام) كمبدأ أساسي، ومنهاج عمل في حياتها.. ومن أجل معالجة هذا الخلل، ينبغي أن يتم خارج هذا التراكم التاريخي المهول من المسبقات والخلفيات التي حكمت العقول والأذهان، واستمرت ترفد العقل المسلم اليوم بكل فظاعاتها، فلابد لنا اليوم البحث بما نشهده من نضج حضاري، ومن إمكانيات هائلة، عن جذور الأزمة، ومعوقات العقل الإسلامي..
 لقد تعرضت الثورة الحسينية اليوم الى الكثير من الغبن على يد المناهج التقليدية التي ترتكز في قراءة التاريخ على المنهج الوضعي، وخاصة في المناهج الجامعية الاسلامية، حيث اتسمت بانعكاسات مذهبية واضحة، معتمدة النظرية الاسقاطية؛ إذ وضعت موازين الواقع الحياتي الآني من مناظر الآخر، على واقع تاريخي له مميزاته الخاصة، كدلالات سببية، أو نتائج المنطق العام، ومحاولة تشبيه النهضة الحسينية حسب هذه التأويلات، وكأنها انقلاب عسكري خُطط بمصالح شخصية، وفشل بسبب عدم النضوج القيادي! 
 ولو بحثنا في ولادة هذه المناهج، سنجدها كما قلنا، لم تُولد عن عبث، وانما هي وليدة فكر أموي سلطوي، استخدم وسائله الترهيبية والترغيبية التي أسست لمفاهيم تحريفية ساذجة، لم تستطع الوقوف أمام قوة مرتكزات الثورة حتى بعد إنتهائها، لكنها كبرت واستفحلت وتطورت على يد الأجيال المتأخرة، من المدارس التنظيرية الحديثة الحاقدة، أي أنها عاشت مرحلة تبني أعقبت مرحلة الإنهيار الأموي المؤسس، إلا أن المنهج الحقيقي إذا ما أراد أن يتصف بالعلمية، عليه أن يستوعب اُسس ومقومات هذه النهضة المباركة وحيثياتها، وتطوراتها المرحلية، والنتائج المستقبلية التي انبثقت منها على مر العصور. 
 بالاضافة إلى الاجابة عن التساؤلات المطروحة، فكيف تحوّل ما يمكن تسميته بهزيمة عسكرية إلى إنتصار يأخذ صداه الحسي والمعنوي الملموس بالاتساع على مدى السنين، ليخرج خارج الرقعة المكانية التي احتوته؟ هذا ما يوضح لنا ظهور مناهج تناقض المناهج التقليدية، تمتلك دلالات واسعة مبدعة، تستطيع أن تدرك ثنايا التاريخ، وبوسعها أن تتحرك ضمن مستجدات الحاضر من حيث المعنى العام، والاعتماد على حيوية واعية تدرك بوضوح مقومات الن




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157225
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12