كنت اقرأ قوله تعالى وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ،فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (واسميها سجعا أي ان في نهاية كل مقطع صوتي قافية توحده ، لكني عرفت فيما بعد أن السجع من التكلف والتعسف ونبه النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم إن السجع سجع الكهان ، وفي كتاب سر البلاغة لأبن سنان يصر على تسمية الفواصل سجعا لكنه يميزها بدرجة العلو القرآن ويسوق نصوصا من قوله تعالى ( والفجر ، وليال عشر ، والشفع والوتر ) ويستشهد في قوله تعالى ( واقتربت الساعة وانشق القمر ، وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) ونلاحظ وجود فاصلة قصيرة وفاصلة متوسطة وطويلة ، وسميت فواصل ليتنزه القرآن الكريم عن سجع الرهبان ، ويسمون آخر الآي فواصل ، وهي كالقافية في البيت الشعري ، وكالسجع في الكلام ، لها وظيفتان معنوية يجمعها السياق ولفظية تتصل بجمال الإيقاع ، ومرتبطة بشدة بما قبلها من الكلام ، وقوة تعطف عليها ، كانها جملة واحدة يسري فيها روح واحد ونغم واحد ، ولو حذفت لأختل معنى الكلام ( يا ايها المدثر ، قم فانذر ، وربك فكر، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر ، ولا تمنن تستكبر ، ولربك فاصبر)وقال البعض انه سجع وماهو بسجع إنما هو توازن بالألفاظ ، قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )
|