لكل إنسان على هذه الأرض خصوصية ومعتقدات وله آراؤه ومقدساته.. ولكن البعض ممن اُبتليت به أمتنا الإسلامية العريقة لا تحلو له تلك الفُسحة من الحرية وذلك الفضاء العقائدي والفكر الرحب الذي وهبنا الله تبارك وتعالى إياه للتحاور والتباحث، وهي سمة إنسانية رائعة لا يمتلكها الجنس الحيواني!! فراح هذا البعض ممسكاً بهراوته الفتوائية على ظهور المسلمين بداعي الشرك الذي ولـّى إلى غير رجعة منذ فتح مكة وتكسير الأصنام.
سمعت هذا البعض في إحدى الفضائيات عندما سُئل عن الفساد والرذيلة الموجودة في مفاصل المجتمع المسلم.. وإذا به يقول للسائل: دعك من هذه القضايا فهي غير مهمة يا أخي فهناك بلاء أعظم وأمرّ من ذلك كله ألا وهو تقديس الأموات وبذل الأموال والنذورات لهم!!
عجيب أمر هذا الجاهل المتنكر بلباس الدين فهل حقاً صارت تلك المقدسات لأموات عاشوا وانتهت حياتهم والله سبحانه يقول{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران/169.فليأتوا لنا بإمام واحد من أئمة أهل البيت عليهم السلام عليه شائبة واحدة والعياذ بالله ألم يقودوا مسيرتنا وهدينا إلى الصراط المستقيم بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي أوصانا بهم خيراً حين قال:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى/ 23. ولقد صدق قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصفه لهذا البعض الجاهل: (قصم ظهري إثنان عالم متهتك وجاهل متنسك)، فالفكرالوهابي الذي لم يرع حق أهل بيت النبوة ومهبط الوحي في حياتهم وأستباح حرماتهم هو نفس الفكر الذي هدّم قبورهم واضرحتهم، لأن تلك الأماكن العبادية هي الكفيلة بإدامة الكم العقائدي والروحية الفلسفية لعبادة الله في الدين الإسلامي، وهذا ما لا يريده أعداء الخير والإنسانية، فإذا كنتَ محروماً من نعمة ولائهم ومودتهم فدعني متيماً بمن أحب وبمن ارتضاهم الله خلفاء في أرضه وحججاً على بريته، فكيف لا ارتضيهم لنفسي سادة وقادة..؟
|