الدكتورة سناء عبد الرحمن كتبت تطلب من يفهمها حسب قولها عن المهدي عجل الله فرجه الشريف
كتبت لها ان أغلب الموضوعات الخاصة بالامام المهدي (عجّل اللهُ فرجه الشريف) مدار نقاش موضوعي تارة، وجدل عقيم تارة أخرى، طيلة الأزمنة التي تلت الغياب المقدس والى يومنا هذا.فانتي من أي نوع من المناقشة تردين ما يوصلنا الى الفهم والوعي ام الى غبرة النقاشات الغير مجدية ، سألتني ولماذا تثار اساسا مثل هذه المناقشات . قلت لها ان
هذا الامر ناشئ بالأساس من تعدد الآراء التي يعدها البعض ظاهرة صحية حسنة، تؤدي في أغلب الأحيان إلى الوصول للحقيقة التي هي مبتغى كل متلقي بغض النظر عن طبيعة الموضوعة المختارة وأهميتها، وفي بعض الاحيان تأخذ الموضوعات صبغة الجدال العقيم التي لاتستند إلى العقل، ولا إلى العاطفة السليمة، إنطلاقاً لتحقيق أغراض شخصية قاصرة، وهذا ما ينصح بالنأي عنه ،.
قالت انا اريد ان اعرف كيف يعيش الانسان هذا العمر الطويل ان كان هو فعلا على ذمة الحيا؟ اجبتها دكتورة حتى لا نبتعد عن الحقيقة سنأخذ بعين الاعتبار إيراد مجموعة من الآراء المؤالفة والمخالفة، لنصل في النهاية إلى إجلاء الحقيقة، وبيان القول الحق وفق ما سنذكره عن أمر طول عمر الامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وطول غيبته الشريفة، مستندين إلى العقل والدين والكتاب ليس إلا.
نود أن نذكر في البداية بأن الايمان بعقيدة الامام (عجل الله فرجه الشريف) بأنه من نسل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث نصَّ على ذلك، وانه من ولد فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وأنّ جده الحسين بن علي (عليه السلام) واسمه (المهدي) يظهر في آخر الزمان عندما تُملأ الأرض جوراً وظلماً ليحارب الشر وينشر العدل والسلام في كل الأرض، وهذه سنة متفق عليها.
ولا أجد من داعي لذكر كل الأحاديث النبوية التي تؤكد أن كلا الفريقين من المسلمين سنة وشيعة ينتظرون المنقذ المنتظر؛ لأنها مذكورة في كتب الأحاديث الصحيحة والروايات في ذلك كثيرة لا مجال لذكرها حتى لا نبتعد عن الموضوع، لذا فهي من المسلمات التي لا إختلاف فيها، وهذا الأمر يعد بمثابة القاعدة التي لا حياد عنها، قاطعتني لتقول لكننا لانقول بمهديكم الذي تزعمون ، اجبتها سيدتي إ الإختلاف يقع في الفروع أو الأمور الفرعية والتي منها ولادة الامام المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف).اجابتني انا اسأل لماذا هذا التركيز على قضية الشعائر الحسينية التي يرى العلماء الشيعة انها ستوصلكم الى الامام الغائب، قلت لها ان التركيز هو منهج ليس من اختيارنا، بل خطه لنا أئمة اهل البيت(ع) من خلال الكمّ الكبير من الروايات التي أكدت على ذلك، فإن الإمام الحجة(عج) هو بنفسه من يحثّ شيعته على صبّ الاهتمام الأكبر على ذكر جده الحسين(ع) حين يقول: (لأندبنَّك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).
وهو أيضاً من سيتجه نحو الطف خلال ظهوره الشريف، ليعلن مظلومية الحسين(ع) أمام كل العالم، حاملاً الطفل الرضيع وهو يقول: يا أهل العالم ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه.
أما أهم دليل على ارتباط الشعائر الحسينية وذكر الحسين(ع) بمعرفة إمام زماننا، فيتجسد بشعار الثورة المهدوية وهو (يا لثارات الحسين) والذي سوف يرفع رايته الحجة بن الحسن(عج) لإقامة دولته العظمى، مما يؤكد على أن زيادة الوعي والاهتمام بالقضية الحسينية هو المفتاح للدخول في ساحة إمام زماننا(عج)، دليل يحمل في طيّاته الكثير من الرمزية التي تشير الى الارتباط الوثيق بين القضيتين؛ لذا كان ذكر الحسين(ع) وإحياء شعائره المترسخة في عقيدة الموالين لأهل البيت(ع) هي في حقيقتها العملية والواقعية شعائر مهدوية المضامين والأهداف، وأفضل وسيلة للتقرب من إمام زماننا(عج).اجابتني الدكتور جميل هذا الحوار لكني ساتواصل معك ان شاء الله
|