شدني هذا الموضوع فاردت اقتباسه لمنفعة الناس ولان الموضوع غير مدرج تحت اسم كاتب ولان الموضوع برمته يحتاج الى اعادة نظر وكتابة جديدة بتصرف اشتغلت عليه وحين يواجه الأطفال منذ صغرهم ما يبدو لهم صعباً أو محيّراً أو محرجاً، أثناء أداء فعالياتهم اليومية، كاللعب وإنجاز واجباتهم. وهم قد يستنجدون بالآخرين حيناً، لحسم بعض من ذلك، وقد يتصرفون حيناً آخر بشكل ذاتي في واجهة مواقف أخرى. وتعني الحالة الثانية أنهم يمارسون عملية التفكير. ويجد الأطفال أنفسهم في حاجة لأن يفكروا عند ممارستهم أنماطاً عديدة من السلوك، بما في ذلك عملية امتصاصهم للثقافة. ويطلق البعض مصطلح (التفكير)، ليشير إلى كل أوجه النشاط العقلي، لكن اﻟﻤﺨتصين يريدون به معنى محددا، هو ذلك النشاط العقلي الذي يواجه به الفرد المشكلات بقصد الوصول إلى حلّ، من خلال تكوين جديد للعلاقات اعتماداً على مقومات... وعلى هذا فإن المشكلات تشكل حوافز للتفكير، للوصول إلى فكرة تؤلف جواباً أو حسماً لموقف؛ وعلى هذا فإن التفكير نشاط ذهني يمارسه الفرد عند شعوره بحيرة أو تردد أو شك، أو كل ما يبدو بمثابة مشكلة تتطلب سلوكاً أو حلاً؛ وعلى هذا يعد التفكير نشاطاً قصدياً، ما دام يهدف إلى مواجهة مشكلات، كما يعد واقعياً ما دام يتناول موضوعات واقعية أو ناجمة عن الواقع.
ويتفاءل الطفلُ عند قيامه بالتفكير مع البيئة وفي إطارها، من خلال اعتماده على معان معينة، والفكرة التي ينتهي إليها هي وليدة ربط بين خبرات ماضية وأخرى حاضرة، أو بين خبرات ماضية بعضها مع بعض، أو ربط بين الأسباب والنتائج.
ويستعين التفكير بالمعاني الرمزية، باعتباره إحدى العمليات العقلية التي تدخل ضمن نطاق السلوك الرمزي، لذا فهو يعتمد على المعاني أولا للوصول إلى غرضه. وعليه فإن الطفل الذي يستعين بحبات الحمص ليعرف مجموع عددين، لايمارس في سلوكه تفكيرا لاعتماده على المحسوسات دون الرموز؛ فالتفكير هو انعكاس للعلاقات بين الموضوعات في شكل رمزي. وتعتبر اللغة وعاء رمزياً للتعبير عن الأفكار، والتفكير يبدو وكأنه حديث مع النفس مرة، وحديث مع الآخرين مرة أخرى. والإنسان حين يفكر في موضوع ما، فإنه يكتفي بالتصور الحسّي سواء أكان بصريا أم سمعيا أم شميا أم حسيا أم ذوقيا، مستعيدا بذلك صورة الموضوع، مع إدخال الألفاظ كصور حسية بصرية أو سمعية.
ومع هذا يمكن للإنسان - أحيانا - أن يستغني عن الصور الحسية، ويمكن أيضا أن تظهرَ في الذهن فكرة غير مرتبطة بخبرات سابقة. والتفكير كسلوك هو عملية مستمرة لدى الإنسان سواء أكان طفلا أم راشدا، ولكن التفكير يختلف في مبعثه وهدفه ونوعه بين الأطفال والراشدين، كما يختلف لدى الأطفال والراشدين أنفسهم.
|