• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تماثلات الرموز في شعرية ثامر العارضي .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

تماثلات الرموز في شعرية ثامر العارضي

يتوسع الشعر الحسيني واقعيته الواقع التاريخي مع البحث عن بؤر دلالية تعمل على تعددية الأساليب لتضخيم الكم التأثيري. والشاعر الحسيني (ثامر العارضي) اشتغل في مساحات التماثل لينتج قوة مقارنة ومقاربة تنتج عن تماثل رمزين:
(يحسين بــــارينه أمر***  واجب فرض حج البيت
لاچني بالذر من چنت***وســمعت صوتك ناديت
تطلب الناصر ســيدي***بروحي وضميري لبّيت)
(مكة المكرمة - كربلاء) ويتماهى الرمز من خلال انصهار الصوت الحسيني داخل الأمر الإلهي (الواجب - الاستغاثة) (الروح - الضمير) فلولا هذا الغرض الإلهي، ما كان النداء الحسيني، ولولا النداء الحسيني لما بقي لمكة قيمة.
ومثل هذه التماثلات تتنامى عبر التوافق والتقابل:
(بكعبتك بارينه شهد***گال الشفة بهالتربة
وأقرب دعاء الينسمع ***  بحضرتك تحت القبة)
تتماثل الخصائص المضمونية، تتماهى حسد التوحد (كربلاء – الكعبة) وتصعد مرحلة التجلي عبر ماهية الدعاء، ليكون لنا مديات الاستجابة الشعورية، والتي تعتبر من أهم الدواعم الأساسية لحضور الأسلوب أو الطابع الأسلوبي المميز لتعميمها على كامل التجربة:
(تگصد الحجاج بشغف***تضرب بليس حجارات
واحـــنه نطهـر هالنفس***  سـيدي بهذي الخطوات)
لنذهب إلى جوهر المضمون الفلسفي للتطهير ليس الذي طرحته الدراما كناتج ندمي، بل هو محفز لتحصين الذات عن أي إرث خارجي، ولكي لايترك المفهوم عرضة للتحليل المزاجي يبين لنا عمق المعنى:
(ونسحگ شياطين الإنس*** مــــن نمشي جوه الخطوات
للأعداء غدت جمــــــرات***في دمعات وفي خطوات)
السحق ناتج مستند إلى مرجع الجمرات إلى عنوانين مهمين (الدمعة– الخطوة) ونستل من عبرة التماثل، التكوين الأول لشعرية ثامر العارضيكربلاء – العباسية الشرقية 1979م متأثر بمتأثر بيني (حمزة الزغير) ومتأثر وجداني (ياسين الرميثي) ومتأثر عائلي (هادي القصاب العارضي وأبو حامد العارضي) ليحمل علاقات التماثل منطق التمازج التكويني الفكري الهوية:
(يحسين هاجر من سعت*** بين الصفا تتلــــــــــوه
ومــــــا بينك وبين الگمر***زينب ســعت للخوّه)
نتأمل في ماهية الثنائيات (هاجر - زينب) (الصفا – كربلاء) (المروه– العباس) ويذهب التماثل ليشمل عمق استغلال (زمزم – المنحر) (الماء – الدم) أعتقد أن مثل هذه التماثلات تشكل المعيار الفني لتجربة الشاعر ثامر العارضي المهمة بالنسبة لخارطته الشعرية؛ فالتماثلات قراءة الواقع بواقع آخر،ارتكازآفاق عالمين لاستنتاج حصيلة مضمونية:
(ولحبابك صرت انت المركب***  وشراع المركب عباس)
(الحسين - نوح) (الحسين، المركب –السفينة) (أبو الفضل - الشراع) والتماثل انزياح فني يسعى لإظهار مميزات الرمز قيم مؤثثة في الذاكرة الجمعية مثل (سفينة نوح – الطوفان)لصالح المعطى الشعري، وتأخذه التماثلية إلى الارتقاء بالوعظي عبر قنوات شعورية:
(جــــوه الگبة ارفع ݘفينك***واقسملهبــــگطع الݘفين
ومن تهمل بالمدمع عــينك***أذكر سهم الصاب العين)
والملاحظ أن التماثلات إمكانية بناء الهوية الإبداعية، وتجربة الشاعر ثامر العارضي تكوّنت أثر إمكانية إنشادية معروفة، نجد أن هناك الكثير من مفردات الإنشاد (صوت، نادى، يسمع، ينصت، يصيح):
(واحد يقره واحد يلطم***ونرتّل باسمك ترتيل)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156634
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13