تمتاز مدينة العلم والعلماء الحلة الفيحاء بقداسة تراثها الديني والأثري والسياحي، وتراثها الديني، فهو (نار على علم)كما يقولون؛ حيث تنتشر مراقد العلماء والأدباء والشعراء المبرزين، وتتشرف كل محلة حلية باحتضان مرقد مقدس، يقوم بخدمته نخبة من أبناء الحلة من تنظيف وانارة السراج والشموع، واستقبال الزائرين في المناسبات الدينية، وكذلك مناسبات الأعياد يطلبون حاجاتهم وأمنياتهم واثقين أن صاحب المرقد من الذين أخلصوا لله والدين والمذهب، متمسكين بطاعة الله وبمحبة رسوله وآل بيته الأطهار احباء الله وأودائه عليهم السلام ضحوا وتفانوا في تثبيت دعائم الدين الحنيف والحق الصريح، وكان شاعر الفيحاءصفي الدين الحلييستشهد بقصائده العصماء، وقد قال في قصيدة هذا بيت منها يقول:
من لم ترَ الحلة الفيحاء مقلته *** فانه بانقضاء العمر مغبون
وكما تمتاز الحلة بجنائنها المعلقة (الجبل) والتي هي متنفس أهل المدينة، حيث الأشجار الباسقة والخضرة الجميلة، تتوزع عليها الأرائك، وهي المكان الأوسع المزدحم ايام الامتحانات والعطل والأعياد، يقابل الجنائن مرقد أبرز رائد لمحافل النقد في الفقه الاسلامي صاحب كتاب (السرائر) الشيخ محمد بن ادريس العجيلي، عرف بتميزه في موضوع الاجتهاد والاستباط. وفي محلة المهدية مرقد الشيخ (نجيب الدين بن نما) ويقع قبالة (متنزه الشعب) عند مدخل شارع ابي القاسم، وبقرب هذا المرقد الشريف مرقد ولده العلامة (جعفر بن محمد بن نما) صاحب كتاب (مثير الأحزان) وخلف مرقده مرقد السيد نظام الدين. وفي شارع أبي القاسم مرقد مشهور للمحقق الحلي أبي القاسم جعفر بن الحسن الهذلي، وهو صاحب مدرسة مشهورة تلمذ على يده أكثر من (400) عالم مجتهد، واشهر كتبه (شرائع السلام) ومن أبرز تلامذته العلامة الحلي.
وفي مكان آخر مرقد العلامة محمد بن شجاع صاحب كتاب (معالم الدين في فقه آل ياسين). وتتشرف مدينة الحلة بأنها تضم مراقد السادة العلماء الأفذاذ (آل طاووس) ومنهم السيد (رضي الدين علي بن طاووس) صاحب المؤلفات الكثيرة منها كتاب (الاقبال) و(الملاحم والفتن) وفي محلة الجباوين مرقد للسيد جمال الدين أحمد بن طاووس،صاحب الكتب الكثيرة ومنها كتاب (بشرى المحققين) ومن أبنائه العلامة السيد عبد الكريم بن طاووس صاحب كتاب (فرحة العزي) ومرقده في محلة في (الشاوي) خلف مرقد عمه السيد علي بن طاووس...
ألا تستحق مدينة الحلة ان تسمى الحلة الزكية.
|