• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حواشي على متن الذكرى  الإمام الصادق (عليه السلام) أنموذجاً .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

حواشي على متن الذكرى  الإمام الصادق (عليه السلام) أنموذجاً

 سنترك المتن ونتوجه الى التعقيبات.. كتب الأستاذ امير علي الخزجي نبذة تعريفية عن حياة الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أحد الأئمة الشيعة الاثني عشر الذي ينسب اليه المذهب (الجعفري):
جده هو الإمام زين العابدين (عليه السلام) الرجل الوحيد من أبناء الحسين (عليه السلام) الذي بقي حياً من أهل البيت على قيد الحياة بعد فاجعة كربلاء الدامية.. عاش الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مع أبيه وإلى جانب جدّه زين العابدين، وحين بلغ الثالثة عشرة من عمره، توفّي جدّه العظيم بعد حياةٍ مليئةٍ بالتقوى والعمل الصالح.
 ولد سنة 83 هجريّة يوم الجمعة عند طلوع الفجر السابع عشر من ربيع الأوّل.. وهو اليوم المبارك الذي وُلد فيه رسول الله (ص) سنة 80 أو 83 للهجرة، المدينة المنورة/ الأبواء، بعد ثلاث وعشرين سنةً من واقعة كربلاء، رزق أهل بيت رسول الله (ص)، وليداً ذكراً أسموه (جعفر)، وأبوه هو الإمام الزكي محمد الباقر (عليه السلام). 
وكتب المبدع محمد الكوفي يقول: فتح الإمام الصادق (عليه السلام) للناس أبواباً من العلوم لم يعهدوها من قبل، وقد ملأ الدنيا بعلمه كما يقول الجاحظ وغيره من طلابه، وكان شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، يفدون إلى هذه الحلقات، وينهلون منها علوم أهل البيت(عليهم السلام)، وقال أبو الفيض للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (كنت أجلس في حلق شيعتكم بالكوفة). 
وأما مسجدا الكوفة والبصرة فقد عرف عنهما الكثير من حلقات التعليم في مجالات مختلفة شهدها المئات من طلاب العلم.. فعن الحسن بن علي بن زياد الوشاء قال لابن عيسى القمي: أني أدركت في هذا المسجد - مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كلٌ يقول حدثني جعفر بن محمد (عليه السلام). 
 كما تركزت جهوده العلمية في مختلف الاختصاصات من فقه بكل فروعة والطب والرياضيات والكيمياء بالإضافة الى وضع القواعد والأصول الاجتهادية والفقهية كركيزة متينة للتشريع الإسلامي تضمن بقاءه واستمراره، ومواجهة خطر الزنادقة والملاحدة بأسلوب مرن وهدوء رسالي رصين أدحض بها حججهم وفنّد آراءهم، وأثار في نفوسهم الثقة والاحترام له، وعلى رأس هؤلاء الزنادقة: ابن المقفع، وابن أبي العوجاء، والديصاني.. كما تصدّى (عليه السلام) للوضاعّين وأكاذيبهم ونبّه على دورهم الخطير في تشويه الإسلام وشدّد على طرح الأحاديث التي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة.
 وقد اشتهر من طلابه علماء أفذاذ في مختلف العلوم والفنون منهم المفضل بن عمرو وهشام بن الحكم ومحمد بن مسلم وجابر بن حيان وعبد الله بن سنان وجابر بن يزيد الجعفي ومؤمن الطاق وأبو بصير.
 كما نهل من علومه حتى أئمة المذاهب المخالفة لأهل البيت امثال مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة ونقل عنه عدد كبير من العلماء أمثال أبي يزيد ومالك والشافعي والبسطامي وإبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وأبي عيينة ومحمد بن الحسن الشيباني.
 وقد بلغ مجموعة تلامذته أربعة آلاف تلميذ، مما حدا بمالك بن أنس إلى القول: ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق (عليه السلام) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة.
 وعقب الكاتب الكبير سعيد العذاري: الامام الصادق (عليه السلام) عنوان شامخ في حركة التاريخ والمسيرة الاسلامية، لهج بذكره المسلمون على اختلاف مذاهبهم، وهو علم من اعلام الهدى، وقدوة المتقين، عرف بالعلم والحكمة والاخلاص والوفاء والصدق والحلم، وسائر صفات الكمال في الشخصية الاسلامية، فكان قدوة المسلمين ورائد الحركة الاصلاحية والتغييرية بعد آبائه، وكان له مقام عند الفقهاء والمفسرين والرواة والمؤرخين والأدباء والشعراء، وعند العابدين والزاهدين والأولياء.
ولد بالمدينة عام 83هـ، وتوفي عام 148هـ، عاصر أواخر الدولة الاموية وأوائل الدولة العباسية.
أخذ العلم عن أبيه الامام محمد الباقر (عليه السلام)، واستثمر الفرصة المتاحة فكوّن جامعته العلمية التي تضم أكثر من أربعة آلاف رجل على اختلاف مذاهبهم وله آراء في العلوم الطبيعية كالكيمياء، وكان تلميذه جابر بن حيّان قد ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائله وهي خمسمائة رسالة.
مدحه المتقدمون والمتأخرون ووصفوه بالوصف المناسب لمقومات شخصيته المتكاملة:
عمرو بن أبي المقدام: (كنت إذا نظرت الى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين). 
اليافعي: (السيد الجليل سليل النبوة ومعدن الفتوة... وإنّما لقب بالصادق لصدقه في مقالته، وله كلام نفيس في علوم التوحيد وغيرها).
كمال الدين بن طلحة: (من عظماء أهل البيت وساداتهم، ذو علوم جمّة، وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحره جواهره).
الشبراوي الشافعي: (ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة ، وغرر فضائله وشرفه على جبهات الايام كاملة والمجد والعزّ بمفاخره ومآثره آهلة).
جمال الدين الاتايكي: (كان يلقب بالصابر والفاضل والطاهر، واشهر ألقابه الصادق).
الشهرستاني: (ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات). 
محمد ابو زهرة: (اتصف الامام الصادق التقي بنبل المقاصد، وسمو الغاية، والتجرد في طلب الحقيقة من كل هوى أو عرض من اعراض الدنيا... وإنّ الاخلاص من مثل الصادق هو معدنه؛ لأنّه من شجرة النبوة). 
المستشار عبد الحليم الجندي: (الامام جعفر الصادق نتاج قرن كامل من العظائم يحني لها الوجود البشري هاماته ويدين بحضاراته... فاتح العالم الفكري الجديد... شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من اوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه ومن أبيه وجده).
عبد الرحمن الشرقاوي: (صافي النفس، واسع الافق، مرهف الحس، متوقد الذهن كبير القلب، حاد البصيرة، عذب الحديث، حلو المعشر، سباقاً الى الخير برّاً طاهراً... امام الشيعة وشيخ أهل السنة).
كان قمة في وعي الاحداث وتشخيص المواقف، وتوقع المستقبل وهو الذي توقع بقراءته للمستقبل توليّ السفاح والمنصور للسلطة من بعد الامويين.
قاطع الحكومتين الاموية والعباسية واستثمر الفرص المتاحة لإصلاح الامة وتغييرها، وكان يوجه مسار الحركات العلوية لتنسجم أهدافها وأساليبها مع منهج أهل البيت (عليهم السلام).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156569
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13