كلما تمر أمامي جملة (والله لن تمحوا ذكرنا) أتذكر منطلق النبوءة وبركانها ساعة انهمر فيضان الجرح الزينبي أمام بقايا مشهد ألطف العظيم ، تلك النبوءة التي حملها القلب الزينبي إلى إمام معصوم توسمه الجرح شفيعا ، اليوم أتمحص ثقل تلك النبوءة التي قيلت في ارض قاحلة صحراء دامية مدمية ، وإمام مذبوح بسيف امة الغدر والنفاق ، بمعنى إنها تدري انأ سنطلع من أفاق التواريخ امة حسينية نمتشق الولاء نصرة بلبيك يا حسين وابد والله ما ننسى حسينا،تحققت النبوءة وذكر الحسين عليه السلام أن شاء الله يبقى دائماً وأبداً عالياً ونلهج نحن بذكره على اختلاف بقاع الأرض وهذا كله رحمة من الله تعالى جعلها في قلوبنا وجعل مودة أهل البيت سلام الله عليهم، اقف مذهولة امام حكمة هذه القائدة الجليلة سلام الله ، وانا مؤمنة بما تمتلك من ارث رباني يزدهي يقينا في سماوات الواقع ، يصف الامام السجاد عليه السلام الموقف الذي تمخضت فيه النبوءة (( لمَّا أصابنا بالطفِّ ما أصابَنَا وقُتِل أبي (عليه السلام) وقُتِل مَنْ كانَ معهُ مِنْ وِلْدِهِ وإخوتِهِ وسائرِ أهلِهِ، وحُمِلَتْ حُرَمُهُ ونساؤهُ على الأقتابِ يرادُ بنا الكوفةَ، فجعلتُ انظرُ إليهم صرعى ولم يوارَوْا، فعَظُمَ ذلك في صدري واشتدَّ لما أرى منهم قَلَقِي، فكادتْ نفسِي تَخرجُ .فَلَمَّا رأتِ العقيلةُ مني ذلك قالتْ: ((ما لِي أَرَاكَ تَجُوْدُ بِنَفسِك يا بقيةَ جَدِّي وأبِي وإخْوَتِي، فَقُلْتُ : وكيفَ لا أَجْزَعُ وأهلعُ وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي ووِلدَ عمي وأهلي مُضَرَّجينَ بدمائهم، مُرَمَّلينَ بالعُرْيِ، مسليين، لا يُكَفَّنونَ ولا يُوارونَ، ولا يَعْرُجُ عليهم أحدٌ، ولا يقرَبُهُمْ بشرٌ، كأنَّهم أهلُ بيتٍ من الدَّيْلَمِ والخَزَرِ، فقالتْ: لا يجزعنك ما تَرَى فَوَاللهِ إنَّ ذلكَ لَعَهْدٌ منْ رسولِ اللهِ (صَلَّىْ اللهُ عليهِ وآلهِ وسَلَّمَ) إلى جدِّك وأبيكَ وعمِّكَ، ولقدْ أخذَ اللهُ ميثاقَ أُناسٍ مِنْ هذهِ الأمةِ لا تعرفُهُمْ فراعنةُ هذهِ الأمةِ، وهُمْ معرُوفُونَ في أهلِ السماواتِ أَنَّهُم يَجْمَعُوْنَ هَذهِ الأعْضَاءَ المُتَفَرِّقةَ ، يبهجني هذا الاستدلال اليقيني بحكمة السماء التي ولجت اعماق الايمان ، نحن قلب النبوءة العظيمة
يقول د. حسن الصفار: وأهل البيت المعنيون بتلك الواقعة كانوا في طليعة من أحاطهم الرسول بها علماً كما تؤكد ذلك مختلف المصادر الحديثية والتاريخية .فطبيعي إذاً أن تكون السيدة زينب في أجواء تلك النبوءة ،عالمة غير معلمة ممن المؤكد انها كانت ترانا وترى تلك الملايين الزاحفة لنصرة الحق وطلب الشفاعة ومنائر الصحن تعلو باذان الله اكبر وحي على خير العمل وتحدي الطغاة ليديم الله لنا نعمة وجود الحسين عليه السلام
|