• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نسائم الولاء المحمدي/ الزهراء عقيدة /2 .

نسائم الولاء المحمدي/ الزهراء عقيدة /2

  من الصعوبة احتواء مظلومية الزهراء لما تحمل من عمق مأساوي ليس على المستوى المادي فقط بل على المستويات الفكرية والمعنوية ، التاريخ الذي ليس لديه ضمير ولا يئن لوجع المظلوم هذا تأريخ مزيف لا رحمة فيه ولا يقدر على احتواء الواقع ا وان ينصف في الحكم عليه ، والا فلمظلومية الزهراء أبعاد كثيرة سياسية وإقتصادية إستطاع معظم المؤلفين الكتابة عنها ولكن رغم كل ذلك لم يقدروا على إحتواء مظلوميتها (عليها السلام)بعد ابيها هناك أسرار لايعلمها إلا الزهراء وآل بيتها والكاتب يعتمد مصادر تاريخية لاتتسع للامور النفسية والروحية التي عاشتها الزهراء ولايعلمها سواهاحتى وصل الامر لتعبر عن هذه المآساة بالبكاء الدائب ليل نهار فابتنى لها الامام علي(ع) بيتا خارج المدينة خاصا للفكر والتعبد يكون مماثلا لغار حراء الذي كان يتعبد به نبي الله محمد عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات، يسمى(بيت الاحزان) وبعدها لتتوج تلك المظلومية وتلك الاحزان بمجهولية قبرها سلام الله عليها وهناك اسرار كثيرة جدا ابتغتها الزهراء من هذه المجهولية هي رسالة الى جميع العالم في كل زمان فاذا كان للرسول(ص) قبر ولجميع الصحابة قبر فلماذا ابنة الرسول بلا قبر وهذا السؤال تعريف واعٍ لمظلوميتها الى يوم القيامة.واكيد لهذه المجهولية العديد من الابعاد ومنها البعد السياسي 

فقد وردت روايات كثيرة بان الذي يشيع الزهراء عليها السلام لا تمس جسده النار ببركتها وهو شيء مؤكد ، الامر الاخر هي تعلم انهم يريدون تشييعها ليداهنوا العالم ببراءة كاذبة لكونها ماتت شهيدة ومثلما قلنا اخفاء القبر اعلان عن مظلوميتها واضطهادها وابعاد سياسية كثيرة بينت مظلومية ام الحسنين واغتصاب حقها.هناك اسماء والقاب وكنى كثيرة فلقبها الزهراء وكنيتها ام ابيها وكانت احب الكنى اليها ولقبت بالزهراء لكونها تشع في محرابها ونورها يزهر لاهل السماء والصديقة لانها صادقة وهي العالمة الغير معلمة لكونها تدرّس الفقه في بيتها وهي البضعة والحوراء الانسية والكوثر ويذكر صاحب مجمع البيان ان للكوثر وحدها ثلاثين تفسيرا ، وكانت ولادتها معجزة  ولرحيلها معجزة وفي كل تفاصيل حياتها فقد شاءت هذه المعجزة ان تكشف زيف القوم وتفضح عن كل اسرار ممارساتهم الظالمة وهناك امر في غاية الاهمية انها بينت للتأريخ القادم ما سيكتبه في كل زمان، والامر المهم انها كانت تعلم بما سيجري لها فالرسول(ص) اخبرها برحيله عن الدنيا شهيدا وهذا الخبر احزنها لكنها سرت عندما علمت انها اول الراحلين اليه من اهل بيته وفرحت عندما علمت ان الامامة في ولدها ، وهناك البعض يدعي الى اليوم ان الشيعة استخدموا فرحة الزهراء كرد سياسي يتهجمون به على الصحابة بينما  فرحة الزهراء لها علاقة باستشهادها، هناك روايات كثيرة تنص على ان الزهراء تفرح كلما اطيع الله وكلما عُبِد الله فنحن نقدر ان نفرحها ونحزنها لكن بعض المصادر اشارت الى انها فرحت في قبرها عند مقتل من اغتصب حقها وتذكر المصادر اسباباً كثيرة منها يوم تتويج الحجة وهناك رواية مشهورة تشير الى ان الرسول (ص) اخبرها بأن وفاته في صفر فكان كلما يمضي صفر تفرح الزهراء لسلامة ولدها هناك امور كثيرة وهناك جوانب مشرقة في حياة الزهراء عليها السلام وجوانب مؤلمة اعتدنا التركيز عليها بينما هناك اشعاعات مشرقة كبيرة في حياتها نستطيع ان نستلهم منها ما نقوّم به انفسنا فالزهراء عليها السلام كانت تبكي ليل نهارو تدعو دائماً لجيرانها وذات يوم دخل عليها الحسن عليها السلام فقال: أيتك تدعين لنفسك فقالت يا ولدي الجار ثم الدار فعلينا ان نأخذ العبرة منها وندعو دائما لجيراننا ونحبهم وعلينا فعلا ان نأخذ من هذه الجوانب المشرقة بقدر تركيزنا على الجوانب المأساوية يوم من الايام دخل عليها الامام علي عليه السلام فوجدها تبحث عن شيء فسألها يا بنت رسول الله عن ماذا تبحثين فقالت ابحث عن ورقة كتبت عليها شيئا من العلم ولا تدري انها اعز علي من ولدي فلابد ان نلتفت الى مسألة العلم عند نسائنا ونحفزهن على التواصل الدؤوب للقراءة والتفسير وهناك جوانب كثيرة مشرقة ففي يوم دخل الامام علي عليه السلام وطلب من الزهراء طعاماً فقالت له يا امير المؤمنين ليس عندنا شيء فسألها الا اخبرتيني بذلك.فقالت: علمني ابي رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) ان لا اطلب من زوجي شيئاً ابداً فالزهراء عليها السلام تخشى ان تطلب شيئاً من الزوج كي لايخجل حين يعجز عن تلبيته نعم علينا ان نسلّط الاضواء على الجوانب المشرقة في شخصية الزهراء فهي نور يطل على جميع التواريخ نحاول ان نقتدي بالزهراء (ع) وكما هو الرسول قدوتنا فنحاول ان نبين النساء المهجرات المظلومات المضطهدات المثكلات والارامل والمطعونات بفقر  من النساء ان قدوتهن في هذه المسيرة  الزهراء عليها السلام
كل ذكرى مؤمنة تمر تحمل معها  نسائم الولاء المحمدي ، وتستقبل من قبل اهل الولاء باهتمام وبخدمة الشعائر الموفقة سوى في المواليد او الوفيات او المناسبات التاريخية العامرة بالؤلاء ، لكن هل هذا يكفي ، لاطبعا وانما علينا ان  نعرف كيف سنسخر الذكرى لاستلهامات الواقع؟ كيف سنستفيد من الذكرى؟ فاذا صار التاريخ بمعزل عن الواقع أكيد سيجلس على الرفوف وعليه ركام التراب ، تصبح الأمة منسلخة عن تاريخها وليس فيها أي نفع يذكر لأن قيمة التاريخ الحقيقي حين يتجسد في الواقع الحاضر وقيمة القضايا التاريخية أنها تنشد مستقبلا جميلا للأجيال المتعاقبة من الامم، والنظر في تاريخ الزهراء عليها السلام او في موقفها لايختلف أبداً عن النظر في أهم التواريخ واهم تجارب الانبياء قال النبي(صلى الله عليه وسلم ) (سيدات نساء اهل الجنة أربع) آسيا بنت مزاحم، مريم بنت عمران، خديجة بنت خويلد، فاطمة الزهراء عليها السلام، فما هو القاسم المشترك الذي يجمعهن أربعتهن في هذا المشترك الموحد لو نتأمل جيدا سنجد بكل بساطة بأنهن يمتلكن منعطفات خطره في حياة الانبياء فلولا آسيا بنت مزاحم لما كان هناك وجود لموسى وموسى عليه السلام مقتول دونها قال الله تعالى(قالت لاتقتلوه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا) فالله احيا موسى وهو من ذوي العزم ببركة تدخل هذه المرأة و الان كلما نتحدث عن تاريخ الديانة الموسوية ودورها باثبات شعار وعلم التوحيد في عمق التاريخ لابد ان نثني على هذه المرأة الجليلة التي بنى الله لها بيتاً في الجنة وأستجاب دعاءها ومثل هذا القول ينطبق على جميعهن.، الحرب التي قامت منذ فجر التواريخ إلى اليوم ضد الزهراء(عليها السلام) لها أبعاد سياسية ضد الرسول و الرسالة.وهذا الكلام حقيقي لان الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام لها سبب مباشر في تثبيت وامتداد النبوة وهي الولاية يعني قامت الزهراء حيث الظرف والحكمة تقتضي ان يكون الامام علي بن ابي طالب جليس الدار تكلمت الزهراء في حين كان ينبغي من علي(ع) ان لا يتكلم تدخلت الزهراء في حين كان المطلوب من علي بن ابي طالب ان لايتدخل فهي كانت الوعاء الحافظ للامامة.، 
: الحكمة تقتضي الصمت وتلك هي الشجاعة(قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴿94﴾طه) فهارون شجاع عندما اختاره موسى والوحي وافق على اختيار موسى لهارون ولكنه لماذا لم يتكلم عندما عبد بنو اسرائيل العجل بل تقول بعض الروايات انه جلس معهم اراد ان يحفظ وحدة الكلمة لان المصلحة تقتضي من هارون ان لايتدخل مادام هناك اجماع على نبوة موسى فاذن اقتضت الحكمة من على بن ابي طالب ان لايتدخل مادام هناك اجماع على نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وان تذهب الزهراء عليها السلام دون حوبة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156496
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15