• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا وطئوا جسدَ الإمام الحسين عليه السلام بحوافر خيولهم؟ .
                          • الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي .

لماذا وطئوا جسدَ الإمام الحسين عليه السلام بحوافر خيولهم؟

  الإمام الحسين عليه السلام غني عن التعريف عند المسلمين والأديان الأخر، وقد آلت إليه الأمور بعد استشهاد أخيه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عام 50هـ وقبل موت معاوية أسند الخلافة لولده يزيد، وقام هذا الفاسق بتدبير المكائد للإمام عليه السلام، وذلك لأخذ البيعة منه بالإكراه. وقد رفض الإمام عليه السلام تلك البيعه الباطلة وقال مقولته الشهيرة: (مثلي لا يبايع مثله) وأخذ يزيد ينحدر بالإسلام نحو هاوية الضلال، والعودة به إلى العصور المظلمة كإباحة الأعراض، وشرب الخمور، وإقامة حفلات الطرب والمجون... 
  وكان المسلمون يرون ويسمعون تلك الأفعال الشنيعة من يزيد مجرم عصره؛ فقرر الإمام عليه السلام أن يقود ثورة الإصلاح الشاملة، والعودة بالإسلام الى ما كان عليه في حياه جده الرسول الأعظم عليه السلام. وعلى أثر ذلك الموقف الشجاع وقعت معركة الطف الخالدة، وقبل بدء المعركة قام الإمام خطيباً يلقي عليهم الحجة تلو الحجة، لكن القوم أبوا أن يسمعوا فيه، وأصموا آذانهم، وأصرّوا على موقفهم، وردوا على الإمام عليه السلام قائلين له: (إما أن تقتل، وإما أن تنزل على طاعة يزيد) فقال لهم عليه السلام: على ما تقاتلوني؛ على سنة غيرتها، أم شريعة بدلتها؟ فأجابوه بصوت واحد: (نقاتلك بغضاً لأبيك قتّال العرب). فهذا قول التوحش والهمجية والحقد الأسود.
  فهنا يحق لنا التساؤل فنقول: هل أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قتل أحدا لم يسل السيف على الرسول الأكرم ص والمسلمين؟ الجواب: كلا... إن الإمام عليه السلام قتل كل من أراد القضاء على الرسالة الإلهية، فهل يجوز الأخذ بثأر إنسان حاول طمس الدين الذي يدين به جيش ابن سعد؟ وعلى هذا الأساس استشهد يزيد بأبيات (ابن الزبعرى): 
لعبتْ هاشمُ بالملك فلا *** خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل
  فقد أنكر يزيدُ ونفى الرسالة الإلهية، وهو خليفة المسلمين كما يدعون، وبعد أن استشهد الإمام عليه السلام هو وأهل بيته وأنصاره، حتى قام جيش عمر بن سعد برضّ جسد الإمام الحسين عليه السلام ومن استشهد معه بحوافر خيولهم!! وهذا نابع من الحقد المتولد لديهم والمتوارث عندهم، حيث جعلهم يقومون بهذا الفعل الشنيع، وهذا العمل لم يعملْه أحد من العرب في جميع معاركهم مع ألد أعدائهم، فهم لا يمثلون بقتلاهم، وكما قال الرسول الأعظم ص: (إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور).
  إذن فأن أفكارَ آل أمية لا تمت للإسلام بصلة أبدا، بدليل قول يزيد (فلا خبر جاء ولا وحي نزل) فيبقى خروجهم من دين محمد (ص) وحقدهم على أهل البيت النبوة هو الذي جعلهم يقومون بوطء الجسد الشريف، وإمعانهم بحرق المخيم وضرب النساء والأطفال، ثم قول عمر بن سعد: (اقتلوهم ولا تبقوا لأهل هذا البيت باقية).
  وهنا نسأل مرة أخرى: ألم يكن جبرائيل عليه السلام يهبط في بيوتهم، ويقرأ الآيات القرآنية على الرسول الأكرم ص؟ ألم تأخذ الأمم الأخريات دينها من أهل هذا البيت المبارك؟ ألم يكن أهلُ هذا البيت قد قضوا على الجاهلية، وحطّموا الأصنام، وحوّلوا الأممَ من الظلمات إلى النور؟ كل هذا التساؤلات تجرّنا إلى القول أن اللهَ جلّ شأنه، جعلهم مناراً للإنسانية، فهل يجوز للمسلمين إيذاؤهم وقتلهم، ومن ثم رضّ أجسادهم الشريفة بحوافر خيولهم، وصدق الله العلي العظيم في قوله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً)  النساء: 93.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156461
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13