• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القصة القرآنية  .

القصة القرآنية 

 يأخذ المنهج السردي على عاتقه مبدأ تقسيم اجرائي للعمل القصصي القرآني الى قسمين المعنى والمبنى أو ما تسميه بالمتن الحكائي والمبنى الحكائي.. نجد في خصائص المبنى قصصا ترد لأكثر من مرة في مواضع مختلفة وسرد مختلف كما في قصص آدم ونوح وهود وصالح ولوط وشبيب وموسى عليهم السلام.
النواة الوظيفية للبناء العام هي الدعوة الى عبادة الله وحده، الرفض والاستكبار، النجاة والهلاك.. بنى ثابتة الوظائف، تتغير شخوصها وتبقى احداثها حتى كأنها قضية تتكرر لكنك تقرأها جديدة في كل مرة، واما في ما يتعلق بخصائص البنية الزمنية في القصص القرآني، القيم الزمانية المتمثلة في قيمة المسكوت والوصف والمشهد والمجمل ثم بدء المفارقات الزمنية او (علامات الزمنية) نجد وجود هيمنة عالية المشهد الحواري على السرد القصصي القرآني، التحام زمن القص بالزمن السردي، (حاضر السرد - حاضر الأحداث) فالمتلقي شاهد يعاين الأحداث ينفعل بها، ويتفاعل معها، كأنه واحد من شخصيات المشهد ويتناوب الحذف والايجاز حتى يتخطى أحداثا لايحتاجها الموقف القصصي وحذف ضمني يستدل عليه ما يقره التسلسل الزمني او نجد انحلال للاستمرارية السردية كما يعرض الايجاز الاحداث عرضا سريعا مجملا ذكرها في السياق دون تفصيل كما في وظيفة الاهلاك والنجاة تدل على هوان الهالكين، وعلى قدرة الله تعالى المطلقة تعرض الاحداث الرئيسية المشكلة للعمود الفقري للنص... يأتي غالبا على هيئة حوار خارجي أو منلوج داخلي، يعطي القارىء احساسا بالمشاركة؛ اذ يستخدم المشهد اللحظات المشحونة، وهذا الذي تتحدث عنه وتسمية مشهد يمكن ان تصور الصورة الشعرية... 
فالمشهد يفرض ويشكل مظهرا لمعنى مضاعف وله نسيج تجربة موجه حسي يتخطى المفهوم في احتوائه معنى المعنى، فنلاحظ قيمة الموجز الوصفي (فَخَرَجَ عَلى قومِهِ فِي زِينَتِهِ) القصص: 79 وكأن قارون دمية تمثل زينتها زينة الحياة الدنيا، وكذلك نرى في سورة الكهف وصف صاحب الجنتين حين ضاعت جنتاه، (الكهف 43) ونجد هناك استباقات اعلانية تتصدر اغلب القصص مثل اخبار الله سبحانه تعالى للملائكة بانه سيخلق بشرا من طين، وما ترتب على هذا الاستباق كرفض ابليس السجود لمخلوق طيني، وحين تبدأ قصة آدم في سورة طه باستباق داخلي عن نسيان آدم، وقصص سورة القمر، استباق يجدد موضوع القصة تكذيب قوم نبي من الانبياء الاستباق المختلط الذي ينفتح على المستقبل البعيد المتمثل في القيامة، كما في سورة طه:124-125: (وَمَنْ أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمى وَقد كُنتُ بَصِيراً) وفي قصة ذي القرنين: (قالَ هذا رَحْمَة مِن رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) الكهف: 98 ونجد امام هذا الاستباق هناك استرجاع كما في قصة هود: 60: (أَلا إِنَّ عاداً كَفرُوا رَبَّهُم أَلا بُعْداً لِعادٍ قَومِ هُودٍ) والاسترجاع للتذكير... وفي سورتي الحجر والعنكبوت يأتي استرجاع في جانب من قصص ابراهيم عليه السلام وفي قصة موسى والعبد الصالح سنجد الاسترجاع لأربع مرات. يتعلق فضاء النص القرآني كزمنين زمن القصة زمن الروي وزمن القصة وزمن النص... والقصة بكاملها تكون استباقا او استرجاعا تتعلق بحاضر الزمن النصي... كما نرى في قصة اصحاب الجنة وخصائص الصيغة السردية في القرآن الكريم...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156321
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14