قد يقال بأن الأم لا تحتاج الى من يذكرها بضرورة العناية بطفلها، لأن حنانها الطبيعي وغريزة الامومة فيها ما يدفعها الى حمايته من كل اذى والى التفاني في السهر عليه ورعايته. ولاشك ان ذلك صحيح كل الصحة، ولكنه لا يغني على كل حال عن لفت نظر الوالدة الى بعض الواعد والارشادات التي قد لا ينفع عطفها وحنانها لا ترتفع ولا تنخفض ويصله غذاؤه هنيئا مريئا دون أي جهد أو تعب. وها هو الان وقد خرج الى محيط جديد عليه، مضطر الى بذل عدة جهود لم يكن يعرفها من قبل.
إن عليه ان يتنفس ليملأ رئتيه بالهواء، وان يمص غذاءه بفمه، وأن يبكي ليعبر عن حاجاته وأوجاعه، وأصبحت له فوق هذا حاجات متنوعه على الأم أن تلبيها في أوقاتها، كما عليها أن تفعل كل ما في طاقتها لوقايته من الأمراض والاتهابات، فما الذي يوفر لطفلك الصحة والسعادة.
أهمية الدفء:
قد يضر الدفء الشديد بالمولود كما يضر البرد، ولذا يجب أن توفر له غرفة ذات حرارة معتدلة يساعده جوها على الراحة وسهولة التنفس ويحميه من الزكام والنزلات الصدرية.
العناية بعيني المولود:
عرف العرب أهمية العناية بعيني المولود وضرورة حمايتها من الاصابة بالرمد فدرجت لمادة التكحيل باعتباره يفيد العين ويجملها، وقد تحتوي بعض خلطات الكحل على مواد مطهرة لكن الطريقة التي تصنع بها الخلطة لا تكون مأمونة دائما فقد يتخالط الكحل مع بعض الجراثيم التي تؤدي الى التهاب العين.
وكذلك طريقة التكحيل قد يهيج العين او تسد مجرى الدمع ومهما يكن من أمر فانه من الضروري اتباع طريقة مأمونة لحفظ عيني المولود من الرمد وغيره من أمراض العين ولهذا يعمد الاطباء في المستشفيات والقابلات في البيوت الى قطرات مطهرة تستعمل لهذا الغرض.
العناية بالسرة:
السرة من الاجزاء التي على الام ان تهتم بها اهتماما كبيرا بنظامها والعناية بها لأنها منفذ هام لدخول الجراثيم الى جسم الطفل واغلب الامهات يدركن جيدا اهمية هذا الامر، ولكن قد تلجأ الأم التي تلد للمرة الاولى الى جارتها او اخرى النساء (المجربات) فتنصحها هذه بأن تضع بعض المواد كالبن او الكحل او (البودرة) لاستعجال شفائها ومنع نزفها.
ان استعمال هذه المواد ضار لأنها قد تسبب التهاب السرة وقد تؤدي الى مرض (الكزاز) وشيء بالتالي صحة المولود العامة وهذه بعض الارشادات والنصائح المفيدة في هذا المجال:
1- اذا تمت الولادة في البيت فيجب التأكد من أن القابلة تستعمل ادوات مطهرة ومعقمة كما يجب منعها من استعمال مقص البيت قبل غليه وتطهيره.
2- نظفي سرة الطفل يوميا حتى تشفى وذلك باستعمال الكحول المطهرة، أغمسي قطنة مشبعة بالكحول واعصريها فوق السرة ثم لفيها بشاشة معقمة حتى تجف وتسقط بعد حوالي اسبوع من الولادة.
3- حافظي على نظافة قماط الطفل (اذا كنت تستعمليه) وثيابه الداخلية بتغييرها يوميا وغليها وتعريضها للشمس. فذلك يساعد على ابعاد الجراثيم عن السرة وعلى شفائها بمدة أقصر.
ويرافق ولادة بعض الاطفال (صبيان وبنات) انتفاخ الثديين، وذلك بسبب وجود الحليب فيهما فيتوهم بعض الناس ان ذلك مؤلم للطفل، وان عصر الثديين ضروري لراحته والحقيقه العلمية تؤكد ان انتفاخ ثدي الطفل أمر طبيعي، لا يطول بل يزول بعد أيام من الولادة ولذا ينصح بعدم لمس صدر المولود لأن عصر الثدي يؤدي الى الالتهاب والتقيح.
|