• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرحمة في الاسلام .
                          • الكاتب : توفيق مالك الكناني .

الرحمة في الاسلام

صفة الرحمة من صفات الله سبحانه وتعالى ويوصف بها الانسان ايضا، ومعناها الاتمام والتفضيل والاحسان... اما باعتبارها صفة للانسان، فانها تدل على معنى الرقة في القلب والتعطف. وللرحمة مكانة كبرى في الاسلام فيها يرتكز هدف الرسالة الاسلامية وهي من المبادئ الاساسية، يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم ص: (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) فشملت كل العوالم في ملك الله تعالى، فهي رحمة بالانسان، ويقول الرسول الكريم ص: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وكان رسولنا الكريم ص يتحدث عن الرحمة ويدعو اليها ويعرف منزلتها من الدين، وان تغلغل الرحمة في الكيان الانساني كله حتى تصبح وكأنها من فطرته وطبيعته لأمر غاية في السمو، فيكون الانسان وكأنه قبس من الرحمة الالهية ينثرها اذا سار، وينثرها اينما كان، وينثرها حينما حل، واذا كان كذلك فانه يكون قد حقق الطابع العام للرسالة الاسلامية، واستحق ان يغمره الله جل وعلا برحمته. 
وقال رسولنا محمد ص: (الراحمون يرحمهم الرحمن) ويقول الله سبحانه في حديث قدسي: (اطلبوا الفضل من الرحماء من عبادي فاني جعلت فيهم رحمتي ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم فاني جعلت فيهم سخطي) وهناك أناس لم تنبض قلوبهم بالرحمة، ولم يتخذوه شعارا لهم، فانهم - والعياذ بالله - مطرودون من رحمة الله، ويقول الرسول الاكرم ص: (لا تنزع الرحمة الا من شقي)، وقد رسم الدين مبادئ للفضيلة وقواعد للنجاة، وحارب معالم الجريمة والمعصية وحذر من الوقوع فيها، وجعل السعادة في الدنيا والاخرة منوطة بعمل ما امر به، واجتناب ما نهى عنه، ولن يكون الانسان على هدى ولن يصل الى ان يكون قبسا من الرحمة الالهية الا اذا التزم التزاما كاملا بالتعاليم الاسلامية، واذا كان الواجب الاول على الانسان انما هو رحمته بنفسه فان هذا الواجب مالا يكاد يحصى من الواجبات الاخرى الانسانية، ومن أوائلها صلة الرحم، فعن النبي ص قال: (ان الله خلق الخلق حتى اذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم اما ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فهو ذلك)، ان صلة الرحم ان يبدأ الانسان بوالديه، وقد قرن الله سبحانه وتعالى صلتهما بعدم الاشراك به في العبادة، فقال تعالى: (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) وهناك الرحمة بالجار، وقد وردت احاديث كثيرة عن النبي ص في حق الجار، ومنها قوله ص: (ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه)، والرحمة عامة تعم العالم وتعم البشرية باكملها وتتجاوزها الى العوالم الاخرى، وكذلك تمتد الرحمة في الفكر الاسلامي إلى الحيوانات ايضا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156163
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15