صمتت قمة بغداد عن محنة البحرين وثورة شعبه المظلوم، فقد تعمد ممثلو الدول العربية في كلماتهم إهمال ذكر الحدث البحريني، مقابل التركيز على الأزمة السورية، حيث اعلنت بعض الدول وقوفها الى جانب المعارضة السورية وتوجيه إدانتها للحكومة السورية داعية بشار الأسد الى التنحي عن السلطة، كما جاء في كلمة الرئيس التونسي.
المفارقة الملفتة أن الأزمة السورية حضرت في القمة مع إستبعاد التمثيل السوري، بينما غابت الأزمة البحرينية مع حضور ممثل البحرين.
إهمال قضية شعب البحرين بالشكل الذي حدث في كلمات الوفود العربية، هو إمضاء لسياسة الحكومة البحرينية في مواصلة قمع الشعب بالقتل والإختطاف والقنابل السامة والسجون والتعذيب، مع أنه لا يطالب بأكثر من حقوق متفق عليها بين كل الشعوب.
كانت خطابات الوفود العربية مستنسخة من الأصل الطائفي الذي تمثله قطر والسعودية، وقد قرأته الوفود بأصوات ونبرات متعددة، لكنها إلتزمت بروح النص الطائفي.
لم تترك القمة العربية شعب البحرين مكشوف الظهر والصدر أمام الرصاص الحي لقوات درع الجزيرة، إنما أعطت دعماً سياسياً لآل خليفة لتصعيد خيار القمع وسحق الشعب، في مقابل رفض الحوار الوطني واللجوء الى الإصلاحات.
تواطؤ واضح مكشوف بث على الهواء مباشرة، ليسجل إدانة تاريخية للحكومات العربية، وهي تمضي بالطائفية وتتمسك بها، لسبب واضح هو ان شعب البحرين في معظمه من الشيعة، والشيعة مغضوب عليهم من قبل الطائفية الخليجية، حيث تريدهم السعودية وقطر مبعدين عن أي دور، فقد صدرت فتاواهم من قبل، بهدر دم الشيعة وإقصائهم والتضييق عليهم في كل مكان.
فرضت الطائفية الخليجية إرادتها، وأجبرت الحكومات العربية على الصمت، فصمت العرب، إلتزموا بالأمر الخليجي، ولم يحرجهم النقل المباشر، وإستماع مئات الملايين لهذه الإزدواجية الفاضحة.
عذراً لشعب البحرين أن قمة العرب الطائفية، كانت في بغداد.
|