• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإسلام والحق الإنساني ح5 .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الرزاق فرج الله .

الإسلام والحق الإنساني ح5

 حقيقة الامر ان الاسلام قد وضع من خلال نظريته وسيرة حملته وقادته، أسس العلاقات الاجتماعية، وهي كما يلي:
أولا: المساواة، وهي تعتمد على تربية شعور كل انسان مسلم بأنه مخلوق يساوي الخلق على مستوى التكوين، ويجمعه واياهم المنشأ والمصير الواحد، فلا يدع هذا الشعور له مجالا للتفاخر او الاستعلاء او الامتياز عنهم بأي عنوان من العناوين، إلا ما قربه الى ربه عز وجل من التقوى، مما يزيده تواضعا وانفتاحا على غيره، قال تعالى: (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات/13.
وقال رسول الله ص: (ان نبيكم واحد وان أباكم واحد وانه لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود الا بالتقوى ألا هل بلغت) المستطرف في كل فن مستظرف 2/129.
ثانيا: وحدة الآلام والآمال، ويرجع هذا الاساس الى الايمان بوحدة الغاية التي خلق من أجلها الانسان، والتي تعتبر مركز طموحه وتطلعه وسعيه، والتي تؤلف بين الاشلاء المبعثرة للبشرية هنا وهناك برباط الإخوة المقدسة، قال تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) الأنفال/103.
وقال الرسول الكريم محمد ص: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسم الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقال ص: (لا يكمل ايمان عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه) اللؤلؤ والمرجان 1/10.
ثالثا: وحدة التكليف والاستحقاق، بمعنى ان لا ميزة لأحد على آخر في وجوب معرفة ما عليه تجاه ربه عز وجل، وتجاه الخلق وفي وجوب اداء الحق، واخذ الحق، فالكل في هذا الامر سواء اما الواجب تجاه الله عز وجل فهو في طاعته فيما أمر وفيما نهى، وأما تجاه الخلق فهو أن يراعي لكل أحد حقه في الحياة والعيش بأمان ودعة وكرامة.
عن مسعدة بن صدقة الربعي عن أبي عبد الله ع قال: (للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة له من الله عز وجل والله سائله عما صنع فيها الاجلال له في عينه والود له في صدره، والمواساة له في ماله، وان يحب له ما يحب لنفسه، وان يحرم غيبته وان يعوده في مرضه ويشيع جنازته ولا يقول فيه بعد موته الاخير) الخصال 2/351.
وروى ابو الزبير عن سهل بن سعد، ان النبي ص قال: المرء كثير بأخيه ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له) من أدب الدنيا والدين /162




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156027
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13