• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شؤون عربية .
                    • الموضوع : احداث غزة والخارطة الجديدة .
                          • الكاتب : جهاد العيدان .

احداث غزة والخارطة الجديدة

 مايجري الآن في غزة اولا وقبل كل شيء هو تطور نوعي لصالح جهاد الشعب الفلسطيني وفصائله البطلة ستقطف المقاومة نتائجه واستحقاقاته وثماره في القادم من الأيام.

وهو ترسيم جديد لاوضاع المنطقة بما يؤدي إلى متغيرات مهمة لصالح محور المقاومة لتسقط معه المعادلات السابقة بما فيها ما يسمى بالتفوق العسكري الصهيوني والتفوق التامري الخليجي . 

فالمشهد السياسي المطلوب في المنطقة حاليا يحتاج الى نزع بؤر التوتر والصراعات القائمة  ، لان الاقتصاد العالمي بحاجة الى معالجات جذرية للخروج من آثار جائحة كورونا ، ولان أمريكا تسعى للتمسك باحادية قطبيتها ، ولتحول دون صعود أو منافسة الصين لها .  

كما ان الاتفاق النووي لايمكن أن يحصل أو يفعل طالما أن نتنياهو يتحكم بالمعادلة الاسرائيلية والاقليمية مع جوقة التطبيع من قبل الأنظمة العربية الخليجية، مما يعرقل اية تفاهمات اقليمية لضبط ايقاعات المنطقة التي بدأت تنساق إلى متاهات ومجهولات بسبب السقوف العالية لنتنياهو الذي يعتبر من بقايا العقلية الترامبية المتزمتة والارهابية بشكل خارج المالوف ، وبما يتناقض مع منهج بايدن الجديد لتسكين الأزمات في غرب آسيا ، للتفرغ إلى منازلة التنين الصيني الذي بدأ يتمدد ليس على الجغرافية الأرضية وحسب بل وحتى الجغرافية الفضائية مما دفع واشنطن إلى تغيير استراتيجياتها بما يؤدي إلى التصالح مع اقطاب في المنطقة على حساب اقطاب أخرى تهدد نفوذها وتخربط ترتيباتها الجديدة .

المنطقة تقف اليوم على اعتاب متغيرات كبيرة لايمكن التغلب عليها بقواعد الاشتباك السابقة التي باتت من مخلفات الماضي مما يتوجب انتهاج سياسة التاقلم مع الواقع وهضم العدو المبدئي ولفظ الصديق الجبان المتلون.

أحداث غزة ستؤدي حتما للاطاحة بنتنياهو ومحمود عباس على حد سواء وهذا يفسر الاصطفافات الاقليمية الراهنة ، فايران تسعى للاطاحة بنتنياهو وقطر تسعى للاطاحة بمحمود عباس ، فيما تقف السعودية والامارات الى جانب نتنياهو وعباس وهذا يفسر التدخل العسكري الاماراتي المتمثل بقصف غزة والتدخل السعودي باسعاف الاقتصاد الصهيوني.

أحداث غزة ستؤدي إلى توقيع الاتفاق النووي بشروطها كما حصل بعد أحداث غزة عام 2014 ، كما ستضطر السعودية إلى القبول بالمعطيات الجديدة ، كفتح صفحة جديدة مع طهران وانهاء عدوانها على اليمن ، لان أحداث غزة ستعيد خلط الأوراق بشكل يؤدي إلى إعادة الاعتبار لفصائل المقاومة الفلسطينية وقيادتها لمنظمة التحرير جنبا إلى جنب حركة فتح .

كما ستطيح بدور السعودية والامارات وصعود قطر إلى الواجهة مع محور المقاومة.

فيما ستؤدي إلى حل مشكلة لبنان وسوريا وتفعيل حل الدولتين في فلسطين المحتلة ، وصعود رئيسى في ايران ونوري المالكي في العراق وسقوط كل الأرقام والواجهات المصطنعة في العراق ، وهذا الأمر يمكن فهمه من خلال تراجع حكومة الكاظمي عن قرار منع التجول الشامل ، کما یعنی ان الوضع العراقي خرج عن سيطرة التيار الصدري وجماعات الجوكرية، وان أفق الحل السياسي باتت متاحة لمعالجة كل اشكاليات المنطقة لمنع الانزلاق لحروب داخلية ستكون ذات اضرار خطيرة على القطبية الأحادية للولايات المتحدة وربما ستضر حتى بوضعها الداخلي وتضطرها للانكفاء أو ربما التفكك والضياع ..

أحداث غزة ستؤدي إلى إعادة الجيل الحالي إلى احضان القضية الفلسطينية بعد أن تم تشويه افكاره ومصادرة ثوابته حيث تغيرت اليوم الصورة لديه وتم استعادة هويته بعد تخبط عشوائي ، فيما أستيقظ الجيل الصهيوني ليجد نفسه غريبا عن ارض فلسطين وليفكر مليا بالعودة إلى الدول التي ينتمي إليها قبل فوات الاوان .

أنه زمن المراجعات وزمن العودة إلى الذات لان زمن كورونا انتهى وان زمن غزة هو الصاعد المتالق ، مما يعني أننا سندخل في زمن قادم جديد اسمه زمن القدس .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155670
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13