• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : القلم والممحاة .
                          • الكاتب : الق علي .

القلم والممحاة

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلم رصاص جميل...‏ 
قالت الممحاة:‏ كيف حالكَ يا صديقي؟‏.
أجاب القلم بعصبية: لستُ صديقك!‏ 
اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟‏ 
فرد القلم: لأنني أكرهك.‏
قالت الممحاة بحزن: ولِمَ تكرهني؟‏ 
أجابها القلم:‏ لأنكِ تمحين ما أكتب.‏ 
فردّت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء.‏ 
انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!‏. 
فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي. 
فرد القلم: هذا ليس عملاً!‏.
التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. 
ولكن القلم ازداد انزعاجاً وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة.‏ 
فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!. 
أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو.
قالت الممحاة:‏ إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب. 
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏ صدقت يا عزيزتي!‏ 
فرحت الممحاة وقالت له: أما زلت تكرهني؟‏. 
أجابها القلم وقد أحس بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.
فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً. 
قال القلم:‏ ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!‏.
فأجابت الممحاة: لأنني أضحِّي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ. 
قال القلم محزوناً:‏ وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!‏ 
قالت الممحاة تواسيه:‏ لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.‏ 
قال القلم مسروراً:‏ ما أعظمك يا صديقتي، وما أجمل كلامك!‏.
فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155623
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13