• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام الرضا عليه السلام شمس الحقيقة وسط زيف العباسيين وانحرافهم ح(1)           .
                          • الكاتب : صباح جاسم .

الإمام الرضا عليه السلام شمس الحقيقة وسط زيف العباسيين وانحرافهم ح(1)          

في سابقة فريدة، من خلال تاريخ ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عام 148هـ، والى حين استشهاده عام 203هـ، نجد انه عاصرَ ستة من خلفاء بني العباس وهم المنصور، المهدي، الهادي، هارون، الأمين والمأمون.
وعلى خلفية الحقد والضغينة التي حملها هؤلاء لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله، تشير الأحداث الى ان الإمام موسى الكاظم عليه السلام ربما أوصى ولده بأن ينتظر مادام الطاغية هارون حياً، حتى إذا مات ينطلق الرضا عليه السلام بدعوته في الأمصار.. فلماذا ذلك؟
قد يكون السبب هو ان الحياة السياسية للحكام العباسيين كانت مضطربة وقلقة من ناحية العلويين بشكل عام والأئمة الأطهار بشكل خاص، لعِلم كثير من الناس بأحقيتهم، وإن الحكام العباسيين بإسم الائمة كانت دعوتهم، لكنهم اغتصبوا القيادة الإسلامية كما اغتصبها الامويون من قبلهم، ثم انقلبوا على اهل بيت النبوة واتباعهم..
لذلك كان العباسيون لا يهنأ لهم عيش، ولا ينعم لهم بال، وإمام من تلك العترة الطاهرة حي ينطق بالحق، ويعلِّم الناس أمور دينهم، وينشر علوم القرآن في كل الاتجاهات، وتُجبى له الحقوق الشرعية من كل البلدان والأمصار.
في تلك الحقبة البالغة الحساسية لمرورها في فترة انتقالية من حكم الامويين الى العباسيين، استلم الإمام الرضا عليه السلام القيادة الدينية للأمة بعد ابيه، وهو عالم بكل التفاصيل، ودقائق الامور، ومداخل المؤامرات ضده وضد اتباعه.. فقال عليه السلام قاصداً المأمون: " ليجهدنَّ جهده، فلا سبيل له عليَّ ".


إمامة الرضا عليه السلام
ماهي الإمامة
هي لطف من الله تعالى كالنبوّة، وهي استمرار لها وخلافة فيما بعدها. ولا تكون الإمامة إلا بالنص من الله جلّ وعلا، فلا اختيار للناس في تعيينها. وهي أصل من أصول الدين، إذ لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، وبلا تقليد أعمى.. حيث لابد من معرفة براهينها، والتثبّت عليها على بصيرة وعلم وهداية.
أما الامام، فهو مَن اختاره الله عز وجل لعباده دليلاً هادياً للبشر بعد صاحب الرسالة، ومَن كُلّف بهذا لابد أن يكون معصوماً من الذنوب والعيوب، مطّلعاً بأمر الله على عوالم الغيوب.
ولنقف هنا على إشارات رائعة للإمامة من خلال نصوص تحدث بها الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام:
- ان الإمامة أجل قَدْراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يَبلُغها الناس بعقولهم، او ينالوها بآرائهم، او يقيموا إماماً باختيارهم...
- إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الاوصياء.
- إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله، ومقام امير المؤمنين عليه السلام، وميراث الحسن والحسين عليهما السلام.
- الإمام يُحلّ حلال الله، ويُحرّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله، ويدعو الى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة.
- الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم، وهي بالأفق بحيث لا تنالها الايدي والابصار.
- الإمام أمين الله في خَلْقه، وحُجّته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي الى الله، والذّاب عن حُرَمِ الله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155573
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15