• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطفل هذا الكائن المهمل  (5) الكذب عند الأطفال  .
                          • الكاتب : د . ايمان الموسوي .

الطفل هذا الكائن المهمل  (5) الكذب عند الأطفال 

 الكذب سلوك متعلم، اذ ان كل انسان يميل بفطرته الى الصدق...

اذا كسر طفل نافذة في اثناء اللعب، ولم يصبه خوف وارتباك من جراء ذلك، واذا قوبل من الاهل بهدوء وبدون ردود أفعال عنيفة، فانه عندما يُسأل: منْ كسر النافذة؟ فانه سيشرح الحادثة بكل هدوء واتزان، ويجيب عن الأسئلة دون أي اضطراب، ذاكرا كيف كُسرت النافذة اثناء اللعب. أما عندما يخاف الطفل، فانه يحاول ان يستعين لاثبات براءته بالكذب، فالحركات غير المتزنة للعين، واضطراب الهندام، وجفاف الفم، وسرعة النبض، والكلمات الغامضة، كل ذلك يدل على كذب الطفل، وعمله المنافي للفطرة، حتى وأن لم يجب بنعم أو لا.. فهذه علامات على كذبه..
ان الكذب مخالف للوجدان الأخلاقي والتربوي، فالكذب قبيح في نظر جميع الشعوب والأمم في العالم، وفي تعاليم رسل السماء كافة.
ومما يبعث على الأسف أن الأطفال الصغار يقعون في أسر هذا المرض الهدام... فيعتادون على الكذب من الصغر، ولاشك أن للأهل الدور الأساس في هذه الظاهرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وقد يستأنسون بهذه الصفة الذميمة إلى درجة أنهم يتلذذون باختلاق كذبة، ويشعرون بالراحة عندما يرون الغير قد خدع بأكاذيبهم.
أساس داء الكذب
ان أدل طريقة لمكافحة الكذب هو معرفة أساس هذا الداء الوبيل، مما لاشك فيه أن حالة نفسية خاصة توجد داخل الفرد الذي يكذب، مما يدفعه الى هذا الفعل، ومن مسببات الكذب: الخوف، الضعف، العجز، الاحساس بالدونية والحقارة.
ومثل هذه الحالات المشابهة كالتبرير، والاسقاط، تستطيع ان تنحرف بالانسان عن الطريق المستقيم في الصدق، وتبعثه على الكذب، عن النبي صلى الله عليه وآله: (لايكذب الكاذب الا من مهانة في نفسه). (مستدرك الوسائل للنوري)
ولأجل أن يهتم أولياء الأمور والمعلمون في سبيل تربيتهم بهذا الموضوع الحسّاس، ويعوِّدوا أبناءهم على الصدق والاستقامة، عليهم اتباع الملاحظات الآتية:
1-  إن ثقل عبء الواجبات التي يُكلفون بها وبأدائها، يقودهم إلى الكذب، ويوقظ فيهم هذه الصفة، حيث يدفع الآباءُ أبناءَههم فوق طاقاتهم. وكذلك على المعلمين والمعلمات أن لا يكلفوا تلامذتهم بأكثر من طاقاتهم.
2-  أن لايطلب الآباء والمعلمون من الأطفال أمورا لايمكن تحقيقها؛ كالطلب من الطفل ان يكون الأول على صفه أو الأحسن أو الأفضل في كل شيء، مما يولـِّد لديه التفكير والحيرة، إذ أنه لا يعرف بعد درجات المقارنة ولم يدرب عليها.
3-  استخدام التشجيع في الأمور التي تحتاج إلى التشجيع وغض البصر عن الأمور الأخرى التي تحتاج إلى عقوبة، والتهديد بالعقوبة في المرة القادمة إن تكرر الأمر غير المرغوب فيه.
4-  الانصات الى الطفل دون مقاطعته في نقل حادثة معينة، قد تكون هذه الحادثة من نسج خيال الطفل، فعلى الأهل توضيح الحقيقة له، وعدم تخويفه ببعض المصطلحات التي لا وجود لها إلا في مخيلة الام أو الجدة.
5-  عدم تحقير الطفل ونعته بنعوت غير ملائمة له، أو تسميته بأسماء وألقاب غير مناسبة، وبالعكس... أي تشجيعه بدون مبرر، ونعته بنعوت أكبر من حجمه أو أكثر من أدائه.
6-  عند حضور الضيوف أو أحد الأشخاص، نلاحظ أن الاهل يولون الاهتمام إلى الضيف، ويتركون الطفل يعبث، مستغلا فرصة انشغال ذويه لكسب انتباههم، فعليهم أن يوزعوا انتباههم على كلا الطرفين... معرّفين بابنهم للضيف.. واشغاله بتقديمه ما يمكن تقديمه لهم.. أو ابراز بعض من مهاراته أمام الآخرين...
7-  استخدام اللين في معالجة الأمور من قبل الوالدين والاتفاق على اسلوب واحد في التربية بين الام والاب، ومن وجد معهم في البيت كالجد والجدة أو باقي افراد الاسرة..
8-  على اولياء الأمور الالتفات إلى أبنائهم اثناء حديثهم مع الكبار، وان لا يطلب من ابنه أن يكذب من اجله.. كأن يقول له مثلا قل لفلان أن ابي ليس في البيت.. أو أمي في الدوام، وما شابه، وهذه اكثر ما نجدها في كثير من البيوت..
9-  عدم مطالبة الاطفال بأداء الفروض الدينية المستحبة أو النوافل أو غير المكلف بها.. فيحمّلونهم فوق طاقاتهم. مما يبعدهم عن الدين ووقوعهم في مأزق الكذب من أجل ارضاء والديهم.
10-  أخيرا لو كان الوالدان يعملان بنصيحة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره) ولم يكونا يحمّلان ابنهم فوق طاقته من العبادات والاعمال الاخرى، لم ينشأ على الكذب.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155432
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13