• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحياة الطيبة في القرآن الكريم ح2  .
                          • الكاتب : اسعد عبد الرزاق فرج الله .

الحياة الطيبة في القرآن الكريم ح2 

العمل الصالح وأثره السايكولوجي:
كل فرد يمتلك الفطرة، تلك النعمة الإلهية المودعة في ضمير الإنسان، لتشكل حافزاً مستمراً يعيش جميع مراحل الإنسان، ليرشده نحو الاستقامة في طريق الحق، سوى ما يجنيه الإنسان ليطفئ بريق الفطرة الذي يتألق من داخله، فيصبح كحجر رمادي لا يكاد يعكس أي نور من أنوار الوجود.
يمثل العمل من جهة أخرى، المحور الذي تدور حوله قيم الدين، في ميدان تطبيقها على أرض الواقع، حيث هو الصفحة التي تنعكس عليها القيم التي يحملها الفرد.
وأصبح من المسلـّم به أن لأي عمل تأثيراً على الواقع النفسي للفرد، فمنذ الطفولة يبدأ الإنسان بمعرفة حسن الأفعال وقبحها، وهي البداية التي ينطلق منها ليتعرف على تصرفاته، ويميز بينها وفق المعيار الفطري المودع في داخله.
أما العمل الصالح، فقد قرنه الله تعالى بالحياة الطيبة، وهذه الملازمة واضحة في الآية السالفة العرض.
وهنا نلتفت إلى جواب أمير المؤمنين (ع) حينما سُئل عن الحياة الطيبة في الآية الكريمة، حيث قال: {هي القناعة} وجوابه يستحق التأمل، حيث يستدرجنا مفهوم القناعة إلى تلك الحالة النفسية التي تبعث الطمأنينة والرضا، في كل حالة من حالات الشدة والرخاء، والفقر والغنى، والصحة والمرض، والراحة والتعب، لوجود مناعة وقوة في داخل النفس الإنسانية المؤمنة في سلوك الإنسان، لتكون حافزاً له على العمل الصالح.
فنحن نلاحظ في الحياة اليومية أن الكثير من الناس يصيبه العجز والملل عندما يقع في مشكلة ما، مما يؤدي إلى التشاؤم الذي يقوم بإطفاء الحيوية العبادية التي تدفع الفرد للقيام بالأعمال الصالحة.
ومن هذا يمكن القول أن من الأمور التي تضعف الحيوية والنشاط العبادي عند الإنسان، هي مشكلة التشاؤم، وهذه المشكلة ناتجة عن الرؤية الكونية التي يحملها الإنسان، أي تلك النظرة الشاملة عن الحياة وطبيعة وجود الإنسان، وعلاقته بالطبيعة من جهة، وبالناس ومن جهة أخرى، فضلاً عن طبيعة الارتباط بالله تعالى، حيث إن لطبيعة العلاقة مع الله تعالى أثراً في توجيه سلوك الإنسان، مع إيجابيات وسلبيات الحياة، فعندما تكون تلك النظرة إيجابية ستنعكس على واقع حياة الفرد مهما كانت مليئة بالمشاكل والمصاعب.
وفي مقابل التشاؤم هناك التفاؤل الذي يتقوم بعامل خفي، نادراً ما يلتفت إليه الإنسان، وهو القناعة، فهي عند أمير المؤمنين (ع) كنز لا يفنى، وهذا التعبير على صلة بحقيقة مهمة في نشاط السلوك الإنساني.
قالقناعة تؤدي إلى الرضا، والرضا بدوره يفتح الآفاق أمام الإنسان، كي يعمل الصالحات، ثم تنعكس نتيجة العمل على واقع حياته لتنيرها بطيبها.
والخلاصة أن الحياة الطيبة بمثابة الفرحة التي يجدها الطالب في الامتحان، وهو واثق من أجوبته الصحيحة، وهي الأعمال الصالحة في امتحان الدنيا، فيشعر بالطمأنينة مع صعوبة الامتحان، ومن ثم ينتظر نتيجة الامتحان، وهي النجاح المتمثل بالجنة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات والحمد لله رب العالمين.
أسعد عبد الرزاق فرج الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13