النجف:
النجف في اللغة: التل، أو الأرض المرتفعة كالمسناة، تمنعُ الماء من أن يعلو منازلها، ومقابرها.
قال الزبيدي في كتابه: {تاج العروس من جواهر القاموس}24/389: قال ابن الأعرابي: ((النَّجَف محركة: التل)) وقال الأزهري: ((النجف: مسناة بظاهر الكوفة، تمنع ماء السيل أن يعلو مقابرها)) قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
ما إذ رأى الناس من سهل ومن جبل *** أصفى هواءً ولا أغذى من النجف
كأن تربته مسك يفوحُ به *** أو عنبر دافه العطارُ في صدف
وقال السهيلي: {النجف: كالمسناة بظهر الكوفة، وبالقرب من هذا الموضع، قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
ومما مر نخلص إلى أن النجف مدينة قائمة على رابية مرتفعة، تشرف من الجهة الغربية على بحر النجف الناضب. وقد لـُقب النجف بالأشرف، فما هو معنى الأشرف؟
الأشرف:
الأشرف في اللغة: هو العالي المشرف على ما حوله، وهو وزان: أفعل (أي الأكثر إشرافاً من غيره. وهو مشتق من الشرف، أي النشز من الأرض، والنـَشـَز / بفتحتين/ المرتفع من الأرض، ومشارف الأرض أعاليها، ويُشتق من ذلك: (الشريف من الأرض) وهو (أفعل تفضيل) فيكون معناه الكثير الإشراف على غيره من المكان المنخفض، ومن هنا يُستعار الشريف للنسب العالي. فالشريف في النسب: هو الإنسان كثير الإشراف على غيره، كهاشم بن عبد مناف وأولاده...
الغري:
وتُلقب أرض النجف بالغري أو بالغريين، ولهذا اللقب قصة خلاصتها: (أن المنذر بن امرئ القيس بن ماء السماء، أمر أثناء سكره بقتل نديمين له من بني أسد، هما (خالد بن نضله وعمر بن مسعود) وكانا قد ثملا، وكلماه بما أغاظه، فلما صحا من سكره، ورآهما قتيلين، سأل عن السبب، فأجيب عمّا أمر به، فغمه ذلك كثيراً، وأمر أن يُبنى عليهما طربالان (الطربال: بناء كالصومعة) ثم قال: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري، لا يدخل أحد من وفود العرب إلا بينهما، وجعل له في السنة يومين؛ يوم بؤس ويوم نعيم، يذبح في يوم بؤسه كل من يلقاه، ويغري الطربالين بدمه، ويحسن في يوم نعيمه إلى كل من يلقاه... فدعيت هذه البقعة بالغريين منذ ذلك الحين.
المشهد:
وتُلقب أرض النجف بالمشهد، وهو في اللغة: المحضر وزناً ومعنى {المصباح المنير} وفي المنجد، المشهد: محضر الناس ومجتمعهم، فهو اسم مكان للمشاهدة والمعاينة، أي المكان الذي يُشاهد فيه الناس، ويكون المشهد كناية عن الزوار الذين يشاهدون في هذا المكان دائماً، ومن هنا جاءت تسمية من يسكن بالنجف (بالمشاهدة) كما يقول ذلك العامة من الناس.
|