• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عيون ألأوزة .
                          • الكاتب : عبد الله الشويلي .

عيون ألأوزة

جَلَسَ بالقُرب مِنها نظر اليها،  إضطربت دقّات قَلبِه لا يَدري ما الّذي غيّر حالها ، عُيونُها مُحمرّة وبَريقُها مُهاجِر عَنها ،  رَغم ثَوبها الأبيض الناصِع. 
وَضَعَ يَدَهُ على رأسِها مَسَحَهُ وتَحسّس نُعومَة ما فَوقَه مُتسائلا ..
ما بِكِ يا أوزتي ...ما الّذي جَرى 
عُيونُكِ حَمراء وبَريقُكِ خَجِل 
تَنهّدَت وأطرَقَت برأسِها بَعدَ أن إستَرقّت النَظَر إليه بِلِحاظ عَينيَها 
أجابتهُ أمّا عُيوني فَمُنذُ زَمن طَويل وهي حَمراء 
لكنّها أكثرُ حُمرة اليوم و مُتعبَة حَدّ النُحول...
 
أسَمِعت يا صاحبي ...قِطار الأيام يَأتينا مُحَمّلا بِالذِكريات 
وَلِلّمؤلِم مِنها لَه صَدىً 
وَجَعَها عالي في فضاءات العُمُر حتّى يَدخل بين تَفاصيلها 
ويُلبِسُها ألوانُه 
يَلتَفِت إليها ... أيّ ذِكرى تِلك التي جَعلتكِ تَذوين كَزَهرَةٍ شَحّ ماؤها 
وَاَطرَقَتها مَطارِق الشّمس الحارّة 
يَرجَع لنا صاحِبُه وَيَقول ....
كان لَنا أجداد في سالف الزّمان أَنعَمَ الله عَلَيهِم 
بِسَيّد رَحيم 
جَعَلَهُم في دارِهِ يَرتعون وَيَلوذونَ بِحِماه وَقُربَه 
وذاتَ لَيلَة لَم يَبقَ لفَجرِها الّا القليل 
خَرَجَ سَيَدهُم كعادتِه لِلِقاءِ رَبّه في مَسجِدِه 
لكنّهم عَلموا إنّه لَن يَنجوا مِن غَدرةِ اللِئام 
فَتَمَسَكّوا بِثَوبِهِ وَصاحوا بأعلى أصواتُهم
لا تَخرُج يا سيّدنا وتُيتّمنا مِن بَعدك 
أتدري يا صاحِبي 
ماذا قالَ لَهُم يَومَها وَبِمِثل هذا اليوم 
لا ....صَوائح تَتبَعُها نَوائح 
هَل فَهِمتَ يا إبن آدم 
نَعَم يا وزّتي الجَميلة فَهِمت 
لَيلَتها سَمَع أجدادُنا نِداءً عالياً في السّماء 
تَهَدّمَت والله أركان الهُدى 
وإنفَصَمَت العُروة الوُثقى




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155012
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13