لا شك في أن كلمة (علي) عليه السلام، مشتقة من العلو، ومعناه الارتفاع. وجمعها: علية، مثل صبي وصبية، وتجمع جمعاً آخر، هو (عليّون)، وعليّ- بالتشديد - وزنها: فعيل، وفعيل يأتي بمعنى العلو، فيكون علي بمعنى عال. وهو الرفيع الشريف.. هذا ما نصت عليه معاجم اللغة العربية كاللسان، ومختار الصحاح، والمصباح المنير.
ومن الجدير بالذكر أن وزن فعيل، يأتي صيغة من صيغ المبالغة، أي يتكرر الفعل فيها.
ونخلص من ذلك إلى أن علياً (ع) يتكرر علوه دائماً...
كيف حدث التشديد في كلمة علي؟؟
إن أصل كلمة علي (عليو) لأنها أوزان فعيل، وعندها يجب أن تقلب الواو ياء، وفقا لما تقوله القاعدة الصرفية (إذا اجتمعت الواو والياء، وكانت أولهما ساكنة، تقلب الواو ياء وتدغم الياء بالياء) لتصير الكلمة (عليّ) مثالها في ذلك؛ زكي وسخي ورضي وغيرها.
قال ابن الصباغ في فصوله المهمة ص13: إن أبا طالب (رض) هو الذي سماه علياً، وقال في ذلك شعراً:
سميته بعلي كي يدوم له عز العلو وفخر العز أدومه
ومن الغريب في التاريخ أن هذا الاسم اعتبر جريمة، يعاقب عليها بنو أمية، حيث لاحقوا وقتلوا في كل مكان جميع من سمي به من الأطفال!! وفي زمن المتوكل العباسي، اعتبر الآباء عاقين لأبنائهم حين يسمونهم بهذا الاسم، لذا احتال علي بن الجهم الشاعر المعروف بانحرافه عن علي (ع) وبعدائه لأهل البيت عليهم السلام، فوقف على الجسر ببغداد، وهتف باسم المتوكل العباسي قائلاً: يا أمير المؤمنين إن أهلي عقوني حيث سموني علي!!
فقال له المتوكل: ما أحسن ما توسلت به، أعطوه عشرة آلاف درهم، وليت المتوكل ينهض يوماً من رقدته، ليسمع اسم علي يتردد صداه بين المشرق والمغرب. تأملوا قلوب المؤمنين حبا وشوقا إلى ذكر علي، ومن أجل التبرك بابن عم الرسول، وزوج البتول، وأبي الريحانتين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، والبطل الأول في بدر وحنين فتى الفتيان في الحرب، وفي السلم ذاك علي بن أبي طالب من يقول فيه العمري عبد الباقي الشاعر الموصلي الشهير في قصيدة رائعة عصماء منها:
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا ببطن مكة وسط البيت قد وضعا
ويقول فيه الشاعر المسيحي بولس سلامة:
يا علي العصــور هــذا بيــاني صرت فيه وحي الإمام جليا
هو فخر التاريخ لا فخر شعب يدعيـه ويصطفيه وليـــــــــا
وقبلهما نادى الأمين جبرائيل في الأفق الأعلى:
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
واستأذن يومها حسان بن ثابت رسول الله (ص) في أن يقول بهذه المناسبة شعراً فأذن له (ص) فقال:
جبريل نادى معلناً والنقع ليس بمنجلي
والمسلمون قد احدقوا حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتــى إلا علــي
|