يذهب معظم أرباب السيرة والتاريخ إلى أن اسم سكينة بنت الحسين (ع) هو {آمنة} لقولها عليها السلام: إنكم سميتموني آمنة، بسم جدتي أم رسول الله (ص) آمنة بنت وهب. {عقيلة قريش آمنة بنت الحسين/ السيد محمد علي الحلو/ص42}.
أما سكينة وهو لقب مصغر لقبتها به أمها الرباب، لسكونها وهدوئها. وأصل الكلمة {سكين/ بفتح السين وكسر الكاف/ وزان (فعيل، وفعيل يأتي صفة مشبهة، فيكون السكون أو الهدوء طبعاً من طباع سكينة الثابتة غلب عليها في سلوكها اليومي وهو خـُلـُق فطرها الله عليه!}
كما يأتي وزن فعيل صيغة من صيغ المبالغة التي يتكرر بها الفعل، كالرحيم لكثير الرحمة والسميع لكثير السمع.. فيكون هدوء السيدة سكينة متكرراً في سير حياتها متتابعاً لا يتغير.
إني لأعجب من الزبيريين وبني أمية كيف لفقوا لابنة الحسين (ع) تهمة النقد للشعر الماجن، وإجازة شعرائه بالجوائز السنية، وبينها وبين ذلك حاجز من فجائع الطف الدامية التي أبكت العيون وأدمت الأفئدة ولا يزال الناس يذكرونها بالمرارة والعبرة؟؟ وهذه الرباب أمها نصب عينيها تبكي أباها الحسين ليل نهار حتى لحقت بربها كمداً عليه. يكفي في نزاهتها من كل ما رمتها به الأقلام الزبيرية قول أبيها الحسين فيها- يوم رآها تبكي لفراقه:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعكِ حسرة مادام مني الروح في جثماني
فإذا قتلـت فأنــت أولى بالــذي تأتـينـه يا خيــرة النـــسوان
وقول الحسين فيها- يوم جاءه ابن عمها الحسن المثنى يخطب منه احد ابنتيه فاطمة أو سكينة:- أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فهي لا تصلح لرجل!!
أبعد هذا الوصف البليغ الذي جعلها في مصاف القديسين تدنو سكينة مما هي بريئة منه؟؟
إن أول من وضع الأخبار والأحاديث الشائعة في بنت الحسين (ع) هو مصعب الزبيري المتوفى سنة 236هـ في كتابه (نسب قريش)، لينصرف الناس والشعراء والمغنون عن ابنتهم الزبيرية (سكينة) بنت خالد بن مصعب بن الزبير التي كانت تجتمع مع الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) وأخذها عنه مرافقه في بغداد (المدائني) المتوفى سنة (225هـ) وزاد عليها (الزبير بن بكار) وابنه وتلقاها المبرد المتوفى سنة (285هـ) وعنه أخذها تلميذه (الزجاجي) وغيره من دون تمحيص ثم جاء (أبو علي القالي) تلميذ الزجاجي الأموي الفكرة والعقيدة، فسجل في أماليه من أخبار سكينة (ع) ما أرضى به أسياده بني أمية {سكينة بنت الحسين/ عبد الرزاق المقرم ص58} ولكن الحق يظهر ولو بعد حين؟؟.
|