يحملون رماد أعمارهم، وهم ما زالوا في ريعان الصبا. لهم شطارة التجار ومكر الدلالة. يمتلكون لسانا ذربا. يرطنون بالفارسية مع الزائرين الإيرانيين، وبالهندية مع الهنود، ويتكلمون بجميع اللهجات (اللهم لا حسد) فالمأساة إن معظمهم ترك دون رقابة رقيب.. أحرار فيما يعملون.. يشكلون مجاميع واهنة الخطوات. البعض يتظاهر بالتدخين ليعبر عن مدى رجولته.. والآخر يطلق أزفر الكلمات.. إن نهرتهم سيقول بعض الناس: (الله أكبر) إنهم على باب الله، وان تركتهم سترى الثبور.. وبالطبع البعض منهم أبناء رغيف منكوب، لا نعنيه لكننا نخاف عليه.. فعشرة الشارع مرّة، لذلك نرى أن لابد من توفير فرص عمل لهم تحفظ ماء وجههم، وتقيهم عبث العابثين.. ويا حبذا من تلك الجمعيات الخيرية، ودوائر المجتمع المدني التفكير، جديا في أمر هؤلاء الفتية فهم أبناء هذا العراق الذي كابد ما كابد من أجل غدٍ يزدهي بالخير والكرامة.