يسأل كثير عن الدافع الأساس لما يُعرف ب " صلح " الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
الجواب : الظروف التي أحاطت بالإمام الحسن ( عليه السلام ) هي التي أضطرته للهدنة ..
ولم يكن صلحاً ؛
إذ الأمة لم تكن واعية لأهداف بني أمية في زمنه عليه السلام .
لم تكن تُفرّق بينه ( عليه السلام ) وبين معاوية ،
كما لم تكن تُفرّق بين معاوية وبين ابي الحسن ( عليه السلام ) من قبل .
لو كان الإمام الحسن لم يؤجل المعركة لكانت ستبدو صراعاً على سلطة ،
والإمام أراد بالهدنة أن يكشف للأمة زيف معاوية وبني أمية عموماً .
وفعلا قد تحقق ذلك ..
حيث اكتشفت الامة ذلك الزيف والخداع .
لكنها وللأسف أُبتليت بعد ذلك بمرض آخر هو خوَر إرادتها وإنهزاميتها ،
فالهدنة التي وافق عليها الإمام الحسن كانت الخطوة الأولى لتَفَهُم الأمة لنهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ،
فليس الفرق بين الإمامين فرق في المزاج كما يعتقد البعض ،
إنما هو فرق في الظرف والهدف ،
ففي ظرف الإمام الحسن كانت الأزمة أزمة وعي ،
والهدف من الهدنة كشف الزيف للأمة وإعادة وعيها .
وفي ظرف الامام الحسين كانت الأزمة أزمة إرادة ،
والهدف من الثورة هز ضمير الأمة وتقوية إرادتها ..
وإلا فكلاهما ( إمامان إن قاما أو قعدا ) .
مبارك عليكم الولادة الميمونة .
|