كشفت الوسائل السمعية والمرئية الحديثة التي زارت عراقنا بعد طول فراق عن التطور والخدمات المعلوماتية العديد من التناقضات ففي الوقت الذي نرى ونسمع فتاوى التحشيد ضد المحتل وتصاريح القتل المجاني التي تصدر بحقنا بحجة قبولنا الإحتلال، نرى ونسمع في قنواتهم العديدة (مجموعة MBC ومجموعة روتانا) وغيرها من عشرات القنوات التي هي أقل ما توصف بأنها لا أخلاقية فهي تبيح وتعرض الأغاني وأفلام الإغراء وتقدم برامج أمريكية بحتة ودعمها أعمى حسب نظرية التطور ومواكبة الغرب...

إذن لماذا لم يفتِ أحدهم حول غلقها أو تقنينها أو أضعف الإيمان (حسب طول الدشداشة واللحية لديهم) إيجاد رقابة... ولعل السبب هو عدم وجود فراغ لديهم لمشاهدة هذه التجاوزات اللا أخلاقية وانشغالهم بتكفير الشيعة وأبناء العراق تحديدا... فتراهم يتظاهرون ويعربون عن أسفهم واستيائهم من التجاوزات التي تحدث في العراق والقتل. لكن من تحت منابرهم تخرج كوبونات النفط مقابل تنفيذ حملات القتل والتهجير العشوائي بحجة الموازنة في القوى وكأننا بتنا نعيش في حلبة مصارعة. 
ففي الوقت الذي حظي الجهلاء ممن دفعوا لتفجير أنفسهم في عراقنا الجريح بدعم لامحدود وحسب إحصائية قدمها البنتاغون العزيز أن 45% من السعودية و15% من دول الإمارات وسوريا والكويت والبقية توزعت بالإنصاف على الدول الشقيقة والصديقة الحريصة على أمن وسلامة تراب حدودهم باعتباره أهم من العراقيين جميعاً.
وهنا علينا أن لاننسى أن نذكر من باعوا أنفسهم وقتلوا أهلهم وجيرانهم وأصدقاءهم مقابل أموال أو وعد بمنصب الذين مازالوا يلعبون على وتر الوطنية البائس فنحن نقرأ بفضل العزيز Google  عن استلامهم مبالغ ضخمة وإنعقاد مؤتمرات مع القوات الأمريكية بحجة التفاوض لكن على ماذا...على حصصهم فقط لاغير...لأنهم هم من باع العراق وقدموه على طبق من ذهب للاستعمار الجديد.