• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لقاء صدى الروضتين مع الشاعر رضا الخفاجي (الحلقة الثالثة) .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

لقاء صدى الروضتين مع الشاعر رضا الخفاجي (الحلقة الثالثة)

 صدى الروضتين: هل تختلف آلية تنفيذ المسرح الحسيني عن غيره؟
الشاعر رضا الخفاجي: هذا السؤال ينقسم إلى قسمين في الرؤية الإبداعية: 
1.  في الجانب الفكري: والذي يخص الكاتب تحديداً.
2.  في الجانب الفني: والذي يخص الإخراج وتنفيذ العمل على خشبة المسرح...
وسنتحدث عن الجانبين:
من الناحية الفكرية كون المسرح الحسيني مسرحاً رسالياً، إذن هو يعتمد على القيم الفكرية التي نحاول بثها من خلال كتابة النص أو من خلال تقديم النص على خشبة المسرح، حيث تواجه الكاتب المتخصص، عقبات لا بد من اجتيازها إذا كان ينبغي الإضافة والإثراء في هذا الجانب... لأن على الكاتب المسرحي في المسرح الحسيني تحديداً أن يعي ما يلي:
1.  إنه ليس موثقاً لأحداث تاريخية وقعت بالفعل، يحاول سردها فقط من خلال تسلسل أحداث المسرحية.
2.  إنه ليس خطيباً منبرياًً، هدفه إبكاء القارئ أو المشاهد أو المستمع، لأننا يجب أن لا نتناول الملحمة الحسينية من جانبها المأساوي الدموي فقط، ونترك جوانبها الإنسانية الخلاقة المشرقة... لذلك وضعت عنواناً رئيسياً لجميع أعمالي في المسرح الشعبي الحسيني وهو (بهجة الدماء... في سفر كربلاء) والذي يشمل المسرحيات الشعرية التالية:
1.  سفر النور- مسلم ابن عقيل.
2.  صوت الحر الرياحي.
3.  صوت الحسين (ع). 
4.  قمر بني هاشم العباس بن علي.
5.  سفر الحوراء زينب (ع). 
6.  سفر التوبة... المسرحية التي تجسد ثورة التوابين، والمختار الثقفي في الكوفة، إذن هي بهجة الدماء! وهذا العنوان والطرح والرؤيا تعطي أبعاداً أكثر إشراقا للملحمة الحسينية الخالدة، ولا بد للكاتب المؤمن حقاً بهذا الفكر المبارك أن يتوفر عليها... لأن العاشر من محرم كان ذروة العطاء الحسيني المحمدي، من أجل أن تجني الأجيال، من بعده الثمار! هكذا أرى في الجانب النظري. أما الرؤيا الفنية فيجب أن يتوفر المخرج أيضاً على الإيمان والفكر الحسيني الخلاق، وأن يتوفر على ثقافة أهل البيت، من خلال معرفة السيرة الذاتية لكل واحد منهم، وأن يطلع على تراثهم الثر والهائل الذي تركوه لنا، لننهل منه ونتجاوز به محن ومصاعب الحياة.
إذن حالة الصدق والإيمان المطلق، توصل إلى لحظات كشف كثيرة وكبيرة ومباركة تدهش الآخر المتلقي من خلال الأساليب المتنوعة والأكثر تأثيراً وفاعلية حتى تترسخ تلك المفاهيم في قلوب وعقول الناس أينما وجدوا، وهذا الأمر ليس سهلاً إطلاقاً... لذلك يخشى الكثير من المخرجين الخوض في هكذا تجارب، وكذلك يخشى الكثير من الكتاب هكذا مغامرات... إلا ما ندر... لأن القضية لا تعول على الكم بل على النوع المغاير والمتفرد.
صدى الروضتين: عوالم كتابة المسرح الحسيني، كيف ترتقي إليها لتنفذها على الورق؟
الشاعر رضا الخفاجي: عندما راودني ذلك الحلم المبارك في أواسط السبعينات، وقاد انتباهي إلى ضرورة الدخول في هكذا تجربة، قررت أن أكتب شيئاً مغايراً، جهد المستطاع عندما وجدت من الناحية الفنية أنه يمكن التوغل في تفاصيل الملحمة الحسينية المباركة من خلال مواقف رموزها العظام في يوم عاشوراء وقبل يوم عاشوراء أيضاً، وبفضلٍ ورعايةٍ من الباري جلت قدرته الذي منحني رؤية أدركت بها كافة الجوانب المشرقة للرسالة الحسينية، فاندفعت إلى اكتشاف المزيد من الباهر والمدهش وأنا أتوغل ولأول مرة في عوالم نورانية مباركة وأتقدم، أتقدم لأنهل من النفحات القدسية وياليتني اكتفيت! وهيهات أن أكتفي... فما زلت في مرحلة الرضاعة، ولم ولن أفطم أبداً... حالة العشق هذه... هي التي أوصلتني إلى حالة التوحيد التي يعجز فيها القلم والكلام عن التعبير عنها! لكن القلب والعقل يعرف مكامن بهجتها وأسرار بهائها!.. نعم عندما أدخل في لحظة الشعر أجدني في أماكن ما كنت أحلم بها على الإطلاق، فالكلام يتدفق على سجيته ولا يعرف التكلف والتصنع... فأكون كالوسيط الذي يملى عليه، فيكتب... وعندما أخرج من منطقة الشعر وأفيق! تبدأ الحسرات ويبدأ الحزن يستفز المشاعر، ولن أعود إلى هنائي وسعادتي إلا عندما أعود ثانية إلى ممارسة الكتابة حتى أصل إلى حالة أشعر فيها بأني أنجزت ما أردت انجازه في تلك اللحظة على الأقل... ثم بعد فترة أحس بحاجتي الماسة إلى التزود من ذلك الفيض النوراني المبارك، فانتقل إلى جانب آخر من الملحمة الحسينية ومع بطل آخر من أبطالها، لأكتشف المزيد... المزيد... وهكذا!!
ما تريدني أن أقول لك أكثر من هذا... أن حالة الحب لا توصف لأنها تعاش وعندما أدخل فيها، يختل فيها كيان الكلمة وتركيب الجملة... لكن لا بد للعمل الإبداعي أو يوازن من حالة الشعور وحالة اللاشعور حتى نمسك بأسباب العملية الدرامية والنسيج المحكم لنقدم عملاً واعياً للجماهير.
صدى الروضتين: ما هو المستوى الذي تطمح إليه أن يصل فيه المسرح الحسيني؟
الشاعر رضا الخفاجي: أريد للمسرح الحسيني أن يكتسب صفة العالمية، لأني أؤمن بأنه جدير باكتساب هذه الصفة، إذا توفرت له كافة العناصر الإبداعية. ولقد خطونا بتوفيق من العلي بعض الخطوات بهذا الاتجاه وعلى سبيل المثال: أننا استطعنا إيصال مسرحيتنا الشعرية (صوت الحر الرياحي) إلى ولاية ميشغان الأمريكية عن طريق بعض الأخوان من الأساتذة العراقيين من عشاق مذهب آل البيت الأطهار من المدرسين في جامعة ولاية ميشيغان... حيث بدأوا بتأليف لجنة من المختصين لترجمة مسرحية صوت الحر  إلى اللغة الانكليزية، وبعدها ستقدم هذه المسرحية باللغتين العربية والانكليزية على مسارح (الولاية) ولقد اتفقنا مع هذه النخبة المؤمنة بأننا سنبعث إليهم جميع إصداراتنا المتعلقة بالمسرح الحسيني والمتضمنة عدداً من المسرحيات الشعرية التي ذكرتها سابقاً... إضافة إلى دراسة شاملة عن المسرح الحسيني، حيث ستترجم إن شاء الله إلى اللغة الانكليزية... وإذا أنجز هذا المشروع المبارك نكون بذلك قد حققنا جزءا كبيرا من حلمنا أما الجانب الآخر فأنه يتعلق بالملحمة الحسينية أيضاً، ولكن عن طريق السينما... حيث تجري الاستعدادات والتحضيرات المخلصة من قبل المؤسسات في داخل العراق لإنتاج سيناريو فيلم (ثار الله) الذي كتبنا الجزء الأول فيه قبل عامين ونحن الآن منهمكون في كتابة الجزء الثاني... علماً بأن كل جزء يستغرق (12) دقيقة وإذا تحقق هذا المشروع المبارك فأننا سنكون بعونٍ من العلي القدير، قد وصلنا إلى مرحلة عالمية من أوسع أبوابها... وما ذلك على الله بعزيز.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13