• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وهل للتقوى مراتب ؟؟ .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

وهل للتقوى مراتب ؟؟

 من الحقائق ألتي أشار لها القرآن الكريم هو أن التقوى لها مراتب متعددة ...

قال تعالى ((أتقوا الله حق تقاته ))...(1)
وهذه مرتبة اولى للتقوى وهي (حق التقوى)والمراتب التي تليها هي دونها بلا شك ..
ومعنى (حق التقوى)أي أنها محض العبودية والتي لايشوبها غفلة ،طاعة بلا معصية ، وذكر بلا نسيان .
وإن قوله تعالى ..((فأتقوا الله ما استطعتم ))...(2)
ومعناها إن الإستطاعة تختلف بإختلاف المؤمن وفهمه وهمته ..لهذا نقول إن مرتبة حق التقوى ليست في وسع كثير من الناس ..
لأن هناك مواقف ومخاطر وحقائق ولطائف لايتنبه لها إلا المخلصون ..
ومحصلة الأمر من الآيتين إنه تعالى يندب الناس جميعا ويدعوهم إلى حق التقوى ثم يأمر بالسير نحوه مااستطاعوا ، وبمعنى آخر إنهم جميعا على صراط التقوى لكنهم في مراحل مختلفة ، ودرجات متفاوتة ..حسب ما يفاض عليهم من توفيق الله تبارك وتعالى وتسديده ..
فتكون التقوى مقصد في الآية الأولى، وكيفية السلوك به في الثانية ..
إذن فنقول إن التقوى ليست مقاما دينيا خالصا ..بل حالة روحية تجامع جميع المقامات المعنوية ..أي أن لكل مقام معنوي تقوى خاصة به ..
فهناك إنسان تام الإستعداد يمكنه الوصول إلى درجات تمكنه من الشهود ماوراء هذه النشأة المادية 
.كالأنبياء (عليهم السلام) ..
وكما عبر عنهم القرآن الكريم ..((كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ))...(3)
وهذه الرؤية التي تنتج من يقين هي رؤية قبل يوم القيامة ..أي رؤية البصيرة ، ورؤية قلبية وهي مرتبة عالية لاتكون لجميع البشر ..
والمرتبة الثانية من اليقين وهي التي يعبد الله تعالى كأنه تراه ،ولكن من وراء حجاب ..أي إيمان بالغيب وهي مرتبة من اليقين تخص الخلص من أصحاب رسول الله (صل الله عليه وآله الطاهرين)
كقصة ذالك الشاب ألذي نظر إليه رسول الله في المسجد وقد نحف جسمه وغارت عيناه ..وعندما سأله رسول الله (صل الله عليه وآله) كيف أصبحت ؟؟
أجاب : أصبحت يارسول الله مؤمنا موقنا...(4)
فهذا الشاب قد أخبر عن أمر نادر الحدوث ..فهو كأنه يرى أهل الجنة ونعيمهم ، ويرى أهل النار وعذابهم ..
وهذه المرتبة تخص عبد نور الله قلبه بالإيمان كما عبر عنه الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله الطاهرين)

وأما المرتبة الثالثة ..فهي لاكمثل المرتبة الأولى ولاعلى مستوى الثانية 
فالظاهر محاولة مجاهدات بدنية دون سريان أحوالها وأحكامها إلى القلب ..
كالخشوع الذي لانجده في الصلاة مع علمنا بأن الله تعالى هو أقرب إلينا من حبل الوريد ..
وهذه الطبقات الثلاث تتفاوت فيما بينها ..فرب مباح او مستحب أو مكروه بالنسبة للثالثة هو واجب او محرم للأولى ..
فحسنات الأبرار سيئات المقربين ..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا الى طريق التقوى ويبلغنا رضاه ...

(1)..آل عمران 102
(2)..التغابن 16
(3)..التكاثر 5....7
(4)..أصول الكافي : كتاب الإيمان والكفر ، ج2..ص43..ح2




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154709
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14