الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " 

شهداءٌ بلا أكـفان وأرواحٌ تطوفُ في الجِنان ..  
‏
بحزنٍ شديد وبقلوبٍ يعتصرها الألم شهدنا جميعاً ما حدث ليلاً من فاجعة حريق مستشفى ابن الخطيب في العاصمة بغداد والتي راح ضحيته عشرات المواطنين ممن حاصرتهم النيران أو ممن قضوا نحبهم خنقاً بالدخان ..  

مريض يصارع كورونا
فيتوقّف جهاز الأوكسجين
ثم تحترق المنظومة وبعض الردهات
فيموت مخنوقاً، محروقاً
مصيبة كُبرى لا يمكن وصفها !
أي مأساة هذه التي تحدث ؟!
ماذا يكون جزاء المسؤول المقصّر في هذا الجانب ؟ 
لا بد من عقاب كل شخص كان سبباً في هذه الفاجعة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء ..

لا يوجد رسائل أخيرة أقولها فالنهاية أتت وأخذتهم بلا إستئذان .. كذلك الموت أو الاستشهاد يأتي إليك ويسرقك من بين أحبابك ويُعلن لهم أنّ من كان بينكم الأمس في اليوم أصبح في عداد الشهداء .. وما رأيناه هو أننا في ظاهر الأمرِ نحن أحياءٌ وهم أموات، أما الحقيقة فإننا نعيش حياة الموت، وفي النهاية يأتي الموت كعادته ليأخذ أغلى مالدينا وهو لايعرف زمان ولا مكان ولا صغير ولا كبير فهو ضيف ثقيل يأتي من دون سابق موعد .. 🖤 

أمـا عن النخوة والشهامة التي أظهرها العراقيون لانقاذ المرضى ومرافقيهم من كارثة حريق مستشفى ابن الخطيب ليست غريبة على أبناء هذا الوطن وأبنائه الاصلاء، فهب الجميع دون استثناء لاخماد الحريق واخراج المُصابين والتبرع بالدم وغيرها من التضحيات وهذا الموقف يجب ان تقابله مسؤولية وطنية وأخلاقية لاجراء تحقيق عاجل وشفاف ومُعلن من قبل الجهات المسئولة لمعرفة اسباب هذا الحريق الذي سقط فيه ضحايا ابرياء ظنوا ان المستشفيات هي لعلاج المرضى وليس لإنهاء حياتهم .. 
خالص التحية لكل مواطن هبّ لتقديم المساعدة والدعم والتزم بتعليمات ابطالنا في فرق الدفاع المدني الذين كانوا يسترخصون حياتهم لاخماد الحرائق وانقاذ الراقدين في المستشفى وإخراجهم بسلامة ..  

العزاء لشعبنا الصابر بهذه الفاجعة الأليمة علىٰ قلوبنا جميعاً
رحم الله الشهداء وغفر لهم أدخلهم فسيح جناته وشافى الله تعالى جميع الجرحى والمُصابين وخالص التعازي لأسرهم وذويهم أجمعين ولعن الله المُتسببين في تلك الفاجعة الأليمه وكانوا سبباً في إزهاق أرواح هؤلاء الأبرياء. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل ..  

حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد 
حدادٌ على شهداء الوطن