قال تعالى { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } الأنعام ١٣٣
هذه الآية المباركة ومعها آيات أخرى توحي بأن ثمّة مهام سماوية كبرى قد كلّف الله تعالى بها الإنسان - كأمة ومجتمع وجيل بشري - لأدائها ، وأن هذه المهامّ لا بدّ لها أن تُؤدى وتنفّذ ، سواء من هذا الجيل أو من غيره ، ولهذا فالإنذار واضح من قبل الآية لكل جيل مُخاطَب ، إن لم يستثمر هذا التشريف والتكليف فإنّ ذلك سيؤدي الى النتائج التالية :
+ ضياع الجيل فرصة ثمينة على نفسه من اداء ما كلفه الله تعالى به من مهمّة تعود عليه بخير الدنيا والآخرة لو جرت على يديه ..
+ يتحمّل الجيل الآثار السلبية - العقابية - من جراء عدم اداء مهامه الموكلة اليه وتأخير إرادة السماء ، سواء كانت الآثار وضعية ام جزاء دنيوي ام آخروي ..
+ ترحيل ونقل هذا التكليف والتشريف الى جيل آخر ، تتاح له نفس الفرصة ويتعرض لنفس القانون ..
فالقضية من قبيل ما يسمّى بتلازم أو تعاقب الأجيال ..
مع ملاحظة أمر هام : وهو أن كل جيل فاشل في اداء المهمة النهائية والكبرى ، سيكون جزءاً من نجاحات جزئية وأهداف مرحلية تعمل بمجموعها على تهيئة اسباب الاهداف الكبرى وتمهّد الطريق التدريجي نحوها ..
هذه الأهداف الجزئية المتحققة سواءً كانت ناتجة من نجاحات اختيارية حازت عليها شخصيات وجماعات صغيرة في كل جيل ، قد وعت مسؤوليتها اتجاه ربها ووجودها وسعت سعيها وأدّت ما عليها وإن لم تستطع أداء ما على جيلها وإنسانها المعاصر .. أو كانت ناتجة بصورة طبيعية وقسرية بفعل السنن التاريخية والاجتماعية الجارية على البشرية .. او كلا الأمرين معاً ..
قال تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } النحل ٣٦
|