بدأت ساعة انعقاد مؤتمر القمة العربية تتسارع بتسارع دقات القلوب العراقية الكسيرة التي افزعتها براكين المفخخات وزلازل الاحزمة الناسفة وانهكتها الخطط الامنية التي اربكت شوارع مدن العراق البائسة صحيح اننا ندرك اهمية انعقاد هذا اللقاء ونتمنى ان يعيد الى العراق دوره الريادي وتاثيره في المحيط العربي باعتباره احد مؤسسي منظومة الجامعة العربية بالقدر الذي سيعيد مكانته في المحيط الاقليمي والدولي وصحيح ان الحكومة العراقية امام مسؤوليات جسام تبدأمن توفير جميع مستلزمات الحماية للوفود المشاركة في المؤتمر ايابا واقامة ومغادرة بالمستوى الذي يتناسب واهمية اللقاء الذي سينعقد في ظل ظروف معتمة تشابك بفضاءها الخيط الابيض بالخيط الاسود واختلط حابلها بنابلها ولاتنتهي تلك المسؤوليات الا بتوازي الجهد والعطاء على كافة الاصعدة عليه فالواقع يفترض علينا كشعب ان نتعاضد مع الجهد الرسمي لاثبات ان العراق بلد الجميع دون الوقوف عند الدين والعرق والقومية والطائفة او الحزب والكتلة وحمايته مسؤولية وطنية واخلاقية وشرف يتقاسمه الجميع وعلينا البحث عن مقومات وعناصر بناء مؤسساته بالقدر الذي لابد ان نلقي خلفنا جميع ادوات الخلاف وان يدرك الجميع بدأً بنخبنا المثقفة ورموزنا الدينية وزعاماتنا المجتمعية اننا امام خيار لا نملك بديلا عنه يتمثل بالانفتاح على الفضاء العربي ليكون بوابة الانفتاح على الفضاء الاقليمي والدولي ولاجله لابد ان تتلاشى جميع الخلافات ويذوب في رحابه جليد القطيعة بين الغرماء والمنعكسة ضلالها سلبا على تعايش الناس ولياخذ كل ذي دور دوره وفقا لمسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية والشرعية والوطنية ولتستفيق تلك الضمائر التي صدأتها العمالة وتلك الاصوات النكرة التي تنعق على احلام التقارب العربي ولم يتبقى منها الا لقاء الخميس (اليس الخميس بقريب)فاليأتوا ببرهانهم ان كانوا صادقين في دعواتهم للتقارب من المحيط العربي وعليهم قبل الاخرين ان يثبتوا للعالم وناخبيهم انهم مع الوحدة العربية من خلال مساهمتهم الجادة في انجاح هذا المؤتمر والتصدي مع المتصدين في كبح جماح الارهاب لننتشل العراق من بؤرة الضياع ونؤسس لدولة المؤسسات المدنية التي يكون عندها الانسان غاية سامية وليدرك الجميع اننا امة واحدة ومجتمع متجانس ولايمكن ان نتخلى عن موروثنا المجتمعي !!! كيف لاوهو العراق الذي يفترش ارضه اناس الارض وتلتحف سماءه ملائكة السماء ولندرك جميعنا اننا اصحاب مكارم الاخلاق في اكرام الضيف ،فهم ليسوا ضيوف المسلمين على خراب المسيح وليسوا ضيوف العر ب للتامر على الكرد وليسوا ضيوف السنة لاقصاء الشيعة انهم ضيوف العراق ،ضيوف الرافدين ،ضيوفنا اهل العراق وانه الوطن الذي نحتمي جميعا باسواره ونشمخ بباسقاته ونعلوا بشامخاته ونحتفي بصحراءه ونلتقي ببغداده دار السلام وليكن برّنا اليه بما تتطلبه نواميس الحياة حتى يوازي برّ الوالدين ولنعطيه بقدر شرف انتمائنا اليه ولتنشد اصواتنا (موطني موطني) فنعيد اليه مجده التليد وهيبته ونرفع في العلا رايته لان انعقاد المؤتمر هو انتصار لارادة الخير وانتصار لوحدة الشعب ونجاح للجميع ولنوصد آفاق الفشل حتى نثبت للعالم اننا شعبا تحكمه نواميس اخلاقية ولنتذكر دوما انه العراق انه العراق والله من وراء القصد |