• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : ( البحث عن حياة أفضل .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( البحث عن حياة أفضل

وضع الفكرةالغريبة بنفسه وشكل فريق العمل، وهو المخرج الصعب المراس،لذلك شكل الفريق بدقة وتأنٍّ،الفكرة جديدة،عمل فيلم يتحاور مع الشهداء، مُخرج لايسكت يتعامل مع الأشياء بآن واحد، كان يعجبه جنوني، فلذلك تكون حصتي من الأسئلة أكثر من غيري،ينثر الوعي على تفاصيل العمل، يطمح أن يكتمل عنده البرنامج، ولاتنتهي الحلقة معه إلا (بطلعان الروح)..!
 لديه قول يكرره معي دائماً:ـ لابد ان تعرف يا علي ان العمل مع الشهداء يحتاج الى ضمير؛ لأنك لابد أن تؤمن اننا مهما نفعل لانستطيع أن نصل الى أطراف منجزه التضحوي،.
إذن، كيف ستلتقيه وكيف ستحتويه..؟ هي أشياء فعلاً صعبة وتقريباً شبه مستحيلة،دائماً هناك سؤال لاجواب له، ولااحد فينا يعرف ماهو السؤال..! كان المخرج يحب الشهادة لحد الجنون، لكنه يكره الموت..! وقبل ان يبدأ التصوير باغتني بسؤال:ـ ما تعرف عن الشهيد الذي ستلتقيه..؟ لابد قبل اللقاء ان تعرف كل شيء عن الشهيد لتحاوره،يسألني عن اسم الشهيد الذي سألتقيه، وانا اقرأ بعينيه الحزن والحنان بل اشعر بروح الانتماء للشهيد،فهو يعتقد ان الله سبحانه خلق للشهادة ناسها ورجالها، فهم رجال الله، يختلفون عن الآخرين، لاتوجعهم الجراح ويغادرون الحياة برضى.
قلت:ـ اسم الشهيد الذي سألتقيه انس الاسدي من بغداد الدورة،قرأت كل شيء عنه وأدركت أن صاحبي الشهيد كان عاشقاً كبيراًيحب الحياةوالنجاح فيها، انتقال أسرته من الدورة الى المدينة جعله يشعر بوجع الوطن،ما الفرق بين الدورة والمدينة..؟عجيب..أما زال العالم الى الآن يفكر بهذا الطريقة العجيبة،هذا الوعي والثقافة والانفتاح كيف يستجيب للصراع الطائفي، بدأ يعيش هذا العالم الجديد لهذه المدينة الفقيرة ليكون مع الفقراء،فريق نجدة وامان.
لابد من وطن آمن كي نعيش،دائما ماكان ينهي خلافات السياسة فهو يكرر دائما قوله:ـ ان الوطن كالإنسان يعيش بقلب واحد،قال المخرج: كيف سمعته يقول ذلك وانت لم تلقته بعد؟ قلت: التقيت روحه قبل أن أجيء، الشهيد روح ويستحق هذه المعاملة.
 سألني:ـ وما حصيلة مشواره الدراسي؟ 
:ـ حصل على القانون..سألته: هل تعرف انه كان منشدا حسينيا رائعا وله صوت جميل..؟ قال المخرج بحنكة المفتون:أدرك امورا كثيرة تكشف لنا عوالم جديدة، هنا في جولاتنا مع لقاءاتالشهداء، الذي تعلمته ان اغلب الشهداء لهم ارتباطات قوية مع المواكب الحسينية،بل جميعهم أبناء موكب حسيني وحد لهم الخلق والروح.
قلت مبتسماً: آه لو تدرك يا أستاذ أن حب الحسين (عليه السلام)، يعني حب الله وحب الوطن وحب الناس هو عشق يسري بثنايا كل روحتؤمن أن الانسان لابد أن يعيشع الماً أفضل.
الله خلق العدل والجمال ولابد ان يتقن البحث عن وجوده، هناك دائماً توازن بين الاشياء، هو قانون الوجدان ان ينهض الشروق فينا بهجةالاستيقاظ، هو قانون أن أغادر من بغداد لأقف شامخا في آمرلي مدينة الصمود، المعنويات في الحرب يعني يقظة الوجدان، المحبةتدفع الحماسة وشأن الثبات لكنه يكرر: مالنا والحرب، الحرب تعني اننا ما زلنا لانفهم معنى الله.. الوجود.. الوطن..الدين..ولا نفهم أشياء كثيرة..!
أخيراً.. التقيته لأساله عن الحرب فقال:ـ انهم عتاة لو عرفوا الله ماقاتلونا،يريدون ان يسرقوا عفة الوطن بحرب مدفوعة الثمن من خارج الحدود،أتمنى لو اجمعهم جميعاً في مجلس تعزية وانشد لهم القصائد الحسينية، ليتمتع الجميع بنصرة الحسين (عليه السلام).
يحرك المخرج رأسه منفعلاً:أدركت انه يريد أن أسأله:كيف استشهد..؟قرأت ما في قلبه قبل وجهه،مر المشهد على اجساد شهداء بقيت اجسادهم في ارض المعركة، والاشتباكات عنيفة عند جدار الصد، كان الجميع يتفق على مسألة التضحية، ويقترحان نترك الشهداء في اي مكان يدفنون فيه، وقال:قد اتقبل مثل هذاالكلام لو كانوا في العراء، ينامون بسلام انهم ينامون تحت سيطرة الدواعش،وهم قوم لايحترمون الموت، لهذا تغير المعنى التضحوي لابد من انقاذ اجساد الشهداء، كان انس يعلم قبل غيره بأنها مغامرة، لكن لابد منها،إما ان نلتحق بركب الشهداءأو نموت.. ألم اقل لك:لابد للإنسان ان يبحث عن عالم افضل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154366
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13