قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
-لا تنثن عنه إذا وفّقت له، و لا تجيزنّ عنه إذا هديت إليه (1) .
و قال يوم أظفره اللّه بأصحاب الجمل:
.. و لقد شهدنا (أي حضر) في عسكرنا هذا، أقوام في أصلاب الرجال و أرحام النساء، سيرعف بهم الزمان و يقوى الإيمان (2) .
و يقصد بذلك نطفا ذخرها اللّه تعالى لنصرة حفيده عجّل اللّه تعالى فرجه..
و قال أيضا يوم قتل الخوارج في النهروان:
-و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق اللّه آباءهم و لا أجدادهم.. قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا في ما نحن فيه، و يسلّمون علينا. فأولئك شركاؤنا في ما نحن فيه حقّا حقّا(3) .
فقد أقسم بأنهم حضروا الموقف في أصلاب الرجال، و هم لا يزالون في عالم الذر، و قرّر أنهم شركاء أصحابه، بمعنى أن جهادهم كجهادهم بمعناه و مبناه للحق و للحق وحده!.
ثم قال عليه السّلام في خطبة له:
إذا هلك الخاطب (1) و راغ الصاحب (2) و بقيت قلوب تتقلّب: من مخصب و مجدب، هلك المتمنّون (3) و اضمحلّ المضمحلّون، و بقي المؤمنون (4) و قليل ما يكون: ثلاثمئة أو يزيدون (٣١٣ رجلا) و تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم بدر و لم تقتل و لم تمت!(4) .
أولئك هم الملائكة المسوّمون..
1-أي الطامع بالرئاسة
2-أي مال الحاكم عن الحق
3-الذين يتمنون إطفاء نور اللّه بقتل أوليائه للوصول إلى المراتب
4-بعد الحروب المفنية
ثم وصف الأنصار فقال عليه السّلام:
-يؤلف اللّه قلوبهم، و لا يستوحشون إلى أحد، و لا يفرحون بأحد دخل فيهم (1) . على عدّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون و لا يدركهم الآخرون، و على عدّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النّهر (5) ..
1-يعني بسبب انصراف اهتمامهم كليّا لإحقاق الحق و إبطال الباطل حتى و لو لم يبق في الأرض غيرهم!
|