• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : كالطير المذبوح .
                          • الكاتب : زينب العارضي .

كالطير المذبوح

امتنعَ عن الطعامِ منذُ الظهيرة وما شربَ إلا القليلَ من الماء، تغيّرَ لونُه وبدا هادئا، لم أعُدْ أسمعُ تغريده، انقطعَ صوتُه الذي كان ينقلُني في رِحلةِ تأمُّل، إنَّه طيرُ أولادي الذي وافتْه المنيةُ قبل قليل!
كنتُ إلى قربِه، أتأملُ ملامحَه، رأيتُ لحظاتِه الأخيرة، كيفَ تقلّبَ وقامَ ووقعَ ثم أسلمَ لخالقِه روحَه، ولا أدري لِمَ انتقلَ ذهني مباشرةً إلى كربلاء؟ 
ولِمَ لمِعَ في سماء روحي اسمَ الطفلِ الرضيع وبقية الصغار من الشهداء؟
لذا مع دمعتي الأولى قلتُ: السلامُ عليكَ سيّدي أبا عبد الله...
تُرى كيفَ رفرفَ الرضيعُ بين يديك كالطّيرِ المذبوح؟
وكيف أوصلْتَ خبرَ استشهادِه إلى أمِّه الرؤوم؟
وبأيِّ حديثٍ بلسَمْتَ قلبَها المجروح؟
أيُّ قلبٍ هو قلبُك؟
أيُّ روحٍ هي روحُك؟
أيُّ صبرٍ هو صبرُك؟
أيُّ بلاءٍ هو بلاؤك؟
أيُّ جرحٍ هو جرحُك؟
أيُّ حبٍّ لله (تعالى) سكنَ فؤادك؟
منْ أنتَ؟
منْ تكونُ؟
ومع ازديادِ البلاءِ وتوالي المِحنِ يُشرِقُ وجهُك ويتألقُ مُحيَّاك؟
مالي كُلَّما ازددتُ اطلاعًا على سيرتِك رأيتُ أنني لا زِلتُ أجهَلُك؟
يا سفينةَ النجاةِ يمّمْتُ نحوكَ قارب حياتي فلا تمنعْني من فيضِ عطائك.
يا مصباحَ الهُدى توجهْتُ بكُلِّي إليكَ فلا تُخيِّبْ قصدي وأنِرْ لي طريقي بضياءِ معرفتِك. 
يا صاحبَ القلبِ الكبير ارمقْني بنظرةٍ فقدْ حططْتُ رحلي في رحابِك ونزلتُ في ساحةِ لُطفِك.
يا دمعتي الجارية كُنْ شفيعي إلى الله (تعالى) في فتحِ عينِ البصيرةِ لترى شيئًا من بهائكَ.
يا عدلَ الكتابِ وحرارةَ القلبِ التي لن تبرُدَ أبدًا، كُنْ وسيلتي إلى الله (تعالى) في نُصرةِ ولدِك الآخذ بثأرك.
اللهم ثبتْ لي قدمَ صِدقٍ مع الحُسين عليه السلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154257
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14