• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ارى بقلبي .
                          • الكاتب : رزنة صالح .

ارى بقلبي

 وانا اقرأ عن الاشياء التي تكسر الصيام   ، ارجع الى راسي  الصغير ، لأتامل الارض وهي تشرق بنور ربها ..
و تضُيء السماء بفستان زفافها الأبيض وتميل إلى لون الشمس الدافئ ،تحمل أصواتاً كثيرة وأحلاماً وفيرة، تسمع أنين الموجوعين ودعوات المكسورين، تصوم القلوب قبل الأفواه ويستحوذ الصمت على المُهجة لتصوم عن أذيةِ الناس وتحمل رسالة البعد عن النميمة..
صرت ارى بقلبي اشياء اكثر وضوحا  مثلا رأيت 
البعض يأخذ مصحفه ويعتكف عليه بكل خشوع
  والبعض يأخذ الآخر يتكور على سجادة صلاته حُبًّا وشوقًا لله..
 وهناك من يصطاده النوم بأنيابه كالفريسة! !  
 وهناك أيضاً من يهدر طاقته ووقته الثمين على برامج التواصل الاجتماعي دون التفكير في ما تبقى له..!
 جميعنا لدينا ما نفعله، بصمت وسكينة حتى لا نهدر جهدنا ونحن في نهار الصيام!!
 قد يستحوذ الوقار على الأفواه التي لا تذم، لا تسب، ولا تشتم..  
لا تراوغ ولا تنطق كلماتها على صمام القلوب 
لا تثقب وجدان أحدهم بسهامها المسمومة ..
 ولكن حين تُوضع المائدة ويتهيَّأ الجميع لاستقبال الأذان،  تمتلئ البطون وتحدق العيون إلى وجهتها بعد مشقة الصيام،  تتحرر أسر النطق وتتأرجح الكلمات على عراء اللسان 
وتتقيأ الأمنيات أثقالها في سراب الحياة
 يُزاح رداء الاطمئنان وتتلون الألسنة كجلد الحرباء إلى عدة ألوان!
  تتحرك كقذيفة قاتلة وتنفذ مهمتها التي  تعاجزت عن أداءها طوال النهار،  تنهك في العروض وتأكل لحوم بعضها البعض! ! 
 تسب وتشتم! !  
 تغتاب
 وتغتاب 
حتى تظن بأنها لم تصم أبداً
يمتلئ صنبور التنفس بضجيج الذنوب
وتمتلئ مفاصل الجسد بشتى الآثام! !  
 تدون  الأعمال في نهاية ذلك اليوم بهزيمة عظيمة ذهب الجهد هباؤها منثوراً ! !
وأتت الخطيئة كريحٍ صرصر تُمزق أشرعة الأجر والثواب..!
وينتهي ذلك الصوم العظيم بالإفطار على لحمة من جسدٍ ميت..!
وكما قال سبحانه في كتابه العزيز:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13