(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)
( من أبرز البيوت الإسلامية التي ارتكز فيها الإيمان وأورثه الخلف للسلف ليتعاضدوا على طاعة الله والتسابق إلى المكارم هو بيت جابر بن عبد الله الانصاري (ضوان الله تعالى عليه) .
فكان هو وأبوه عبد الله من السبعين الذين شهدوا العقبة وأبيه من النقباء الاثني عشر، وكان أصغر القوم سناً، حيث إن أبيه عبد الله هو الذي تفاءل بنصر المسلمين على قريش عند توجه النبي (ص) إلى بدر. وخرج عبد الله يوم أحد وعزم على ولده (جابر) أن لا يخرج معه للقتال رعاية لأخوته فقد قال له لا ينبغي لي ولك أن ندعهن لا رجل عندهنّ، وأخاف عليهن وهنّ نساء ضعاف، وأنا خارج مع رسول الله (ص) لعل الله يرزقني الشهادة ...
فنحن عندما نستعرض هذه السلسلة من سيرة ومواقف هذه النخبة الجليلة من الصحابة الأوفياء لرسول الله (ص) وخريجي مدرسته وحضيرته المقدسة لأن قسم كبير منهم (رضوان الله تعالى عنهم) لا يعرفهم أغلب الشباب المسلم في هذه الأيام فقد تعلـّقوا بأسماء دنيوية وصاروا يقلدونهم في كلامهم وطريقة لبسهم فهل سينفعونهم في الآخرة ...؟
فأمثال هؤلاء الصحابة الأبطال صنعوا لنا تاريخ يعادل أمة مجتمعة لما يحمله من إيمان وعقيدة وإخلاص وعزيمة واصرار في الجهاد في سبيل الله (عزّ وجل)، فإلى هؤلاء وإلى مَنْ جاء من بعدهم من التابعين إليهم بإحسان ممن شابههم في العمل والإيمان يشير الحديث الشريف:
(علماء أمتي أفضل أنبياء بني اسرائيل) وفي طليعة هؤلاء جابر بن عبد الله الانصاري (رضوان الله عليه) لما لهذه الشخصية من المميزات الكثيرة التي لم يحصل عليها جل الصحابة فقد امتد به العمر حتى عاش مع أكبر عدد من الأئمة (صلوات الله عليهم) وحمل علومهم وتأدّب بآدابهم إلى أن رأى الإمام محمد الباقر (ع) وأبلغه سلام رسول الله (ص) .
له مميزات كثيرة نتذوق بعض ثمارها في سطور:
• أبوه: عبد الله بن عمرو بن مرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلة الأنصاري السلمي.
• أمه:نيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن مرام بن كعب بن غنم.
• هو وأبوه من السبعين الذين شهدو العقبة الثانية.
• أبوه أحد النقباء الاثني عشر.
• أستشهد أبوه في معركة أحد.
• شهد جابر (19) غزوة مع رسول الله (ص) .
• من الموالين والمنقطعين إلى أهل البيت(ع).
• روى عن الزهراء عليها السلام حديث اللوح الذي فيه أسماء الأئمة الأطهار عليهم السلام الذي جاء به جبرائيل إلى النبي (ص) .
• من علماء الصحابة وأهل الفتوى.
• كانت له حلقة في مسجد رسول الله (ص) لأخذ العلم.
• له صحيفة علمية لها أهمية كبيرة عند علماء الحديث.
• روى له البخاري ومسلم وغيرها 1450حديثاً.
• أول من زار الإمام الحسين (ع) بعد شهادته.
• عمره الشريف 94سنة وكانت وفاته سنة 78هـ.
• آخر من مات من الصحابة في المدينة.
|