أهمس فِي سَرَّكُم وريقاتي حَتَّى لايسمعني الْأَنَام . . .
أَقِفْ فِي مصلاي وَأَقُول ((إياك نَعْبُد )) اعْلَمْ أَنَّهَا دَعْوَى فَارِغَة وَقِرَاءَة عَارِيَّةٌ عَنْ الْحَقِيقَةِ فِي مَحْضَرِ الْحَقِّ تَعَالَى ، وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالْأَوْلِيَاء الْمَعْصُومِين . . . فَكَيْف أَعْبُدُه وَأَنَا أَعْبُد شَهَوَاتِي وأقدس رغباتي ؟ ؟ . .
وَكَيْف بِلِسَانِي وَمَقَالَتَه وَهُو مَشْحُونًا بِمَدْح أَهْلِ الدُّنْيَا كَيْفَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ ؟ ؟
وَمَنْ كَانَ اتِّجَاهٌ وَجْهَة قَلْبِه وَاعْتِمَادُه وأتكاله عَلَى الْخَلْقِ . . وَلَمْ يَشُمَّ عِطْر الْأُلُوهِيَّة ، فَبِأَيّ لِسَان يَقُول ((وإياك نستعين)) ؟ ؟
فياروحي شَمْرِي ذَيْل الْهِمَّة ، وأفهمي جوانحك هَذِهِ اللَّطَائِفَ ، أحييه بِذِكْر الْحَقِّ تَعَالَى كَيْ يَصِل عَبِير التَّوْحِيد إلَى شَغاف الْقَلْب . . وَنَجِد طَرِيقًا إلَى صَلَاةِ أَهْلِ الْعِشْقِ وَالْمَعْرِفَة بِالْإِمْدَاد الغيبي . .
وَإِنْ لَمْ نَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْهِمَّة ، فَلَا أَقَلَّ أَنْ نَجْعَلَ نَقَصْنَا هَذَا نَصَب أَعْيُنِنَا ، وَإِن نتنبه لجهلنا وَنَعْرِف تقصيرنا . . . فَبِمِقْدَار ذَلِك ستتنور عبادتنا وَتَقَع مَوْرِدًا لعناية الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
|