• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعلكم تتقون .
                          • الكاتب : صفية الجيزاني .

لعلكم تتقون

 من العطاءات الالهية التي يمكن ان يفوز بها المؤمن في شهر رمضان هي التقوى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة /183.

ومعنى التقوى(ان لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك). واذا وصل الانسان من خلال الصوم الى درجة التقوى معناها يصل الى نور الحكمة والنورانية في القلب(ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)الانفال/29.
ويأتي السؤال هنا كيف يكون الصوم طريقا للحصول على  التقوى؟ 
طبعا ليس المقصود هنا الصوم عن الاكل والشرب وباقي المفطرات فقط بل لابد ان يكون هناك صوم روحي، يقول امير المؤمنين عليه السلام:(صيام الجوارح عن الآثام خير من صيام البطن عن الطعام). 
عندما يكف الانسان نفسه عن الشهوات والملذات ويبتعد عن التشبه بالحيوانات، فانه قد حقق هذا المعنى للصوم ، واذا لم يحقق هذا الهدف، فأنه يكون مصداقا لقول امير المؤمنين عليه السلام:(كم من صائم وحظه من صيامه الجوع والعطش). 
فما هي ثمرة صوم الفرد وهو سيء الخلق مع اهله وعياله، وما ثمرة صومه وهو سليط اللسان على جاره ، او كان يكذب او يغش الاخرين او غيرها من الامور التي لا ترضي الله تعالى ولا ترضي عباده. 
فما اكثر الصائمون وما اقل المتقون!!! 
قوله تعالى (لعلكم تتقون) هو تعليل لثبوت الصوم وذكر لاهم غاياته وهو التقوى، وفيها اشارة الى ان الصوم (بمعناه الحقيقي) يوجب الوصول الى مقام المتقين.يقول السيد الطباطبائي في تفسير الميزان :(وكون التقوى مرجو الحصول بالصيام مما لا ريب فيه فإن كل إنسان يشعر بفطرته أن من أراد الاتصال بعالم الطهارة والرفعة، والارتقاء إلى مدرجة الكمال والروحانية فأول ما يلزمه أن يتنزه عن الاسترسال في استيفاء لذائذ الجسم وينقبض عن الجماح في شهوات البدن ويتقدس عن الإخلاد إلى الأرض، وبالجملة أن يتقي ما يبعده الاشتغال به عن الرب تبارك وتعالى فهذه تقوى إنما تحصل بالصوم والكف عن الشهوات، وأقرب من ذلك وأمس لحال عموم الناس من أهل الدنيا وأهل الآخرة أن يتقي ما يعم به البلوى من المشتهيات المباحة كالأكل والشرب والمباشرة حتى يحصل له التدرب على اتقاء المحرمات واجتنابها، وتتربى على ذلك إرادته في الكف عن المعاصي والتقرب إلى الله سبحانه، فإن من أجاب داعي الله في المشتهيات المباحة وسمع وأطاع فهو في محارم الله ومعاصيه أسمع وأطوع). واذا حصل الصائم على  مرتبة التقوى فأنه يحصل على زاد طريق الآخرة (وتزودا فان خير الزاد التقوى) البقرة /197.وبالتقوى ينال المؤمن محبة الله تعالى (فأن الله يحب المتقين) آل عمران /76.ويكون مصداقا لقول الامام الباقر عليه السلام:(.... فوالله ماشيعتنا الامن اتقى الله وأطاعه).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154003
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15